فمنذ الصباح الباكر، توافدت الجموع إلى ساحة الثورة، وارتفعت الرايات، في مشهد عبر عن ولاء صادق لدماء سالت من أجل كرامة الأمة وعزة الوطن.
وقال احد المشاركين في مراسم التشييع: نحن من قوم البختياريين، قدمنا من خوزستان، مع إخواننا القشقائيين، والإخوة العرب، والأتراك، والبهمئي جميعنا جئنا يدا بيد، متحدين، لنشارك في تشييع جثامين الشهداء نحن في خدمة الوطن.
كما قالت مشاركة في المراسم: يظن أعداء إيران أنهم إذا اغتالوا علماءنا، فإن العلماء سينتهون لكنهم واهمون .. لقد ارتكبوا خطأ فادحا، فكل طفل في إيران هو عالم بالقوة الجبرية الجبرية التي ، يحمل في داخله بذرة المعرفة.وبكل قطرة دم تسيل من جسد عالم شهيد، تنبت مئات العقول الواعية.
الهتافات الغاضبة ضد الكيان الصهيوني، والأعلام السوداء المرفوعة إلى جانب رايات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، شكلت رسالة واضحة مفادها أن الشعب الإيراني يقف صفا واحدا خلف قادته، موحدا، واعيا، وماضيا على درب الشهداء، دون أن ترهبه التهديدات.
وقالت احدى المشاركات: انا افدي إيران بروحي، حتى لو واجهت أعظم الأخطار سأكون دائما في الصف الأول، وسأتقدم. وبصفتي إيرانية، شعرت بحزن عميق حين هاجمتنا "إسرائيل"، لكن من الواضح أن ما دام هناك إيرانيون، فلا يمكن لأحد أن يرتكب أي حماقة.
وقالت طفلة مشاركة في المراسم: الولايات المتحدة وإسرائيل ستهزمان.إيران تملك الكثير من الشباب والناشئين.وأقول لأمريكا: أنت لا شيء أمام شعبنا و قواتنا. نحن المنتصرون.
كما قالت مواطنة: أنا لا أملك قوة صاروخية، ولا أمتلك علمها...لكن راية وطني، وقيادة قائدي، هي قوتي وسلاحي. تلك الراية... هي سلاحي وصاروخي الذي لا يقهر.
جاءت مراسم التشييع بالتزامن مع مرور أكثر من 4 عقود على العدوان الصهيو-أمريكي الغاشم على إيران، لتؤكد من جديد أن هذا الشعب أكثر وعيا وصلابة، لا ينسى تاريخه، ولا يساوم على ثوابته ومبادئه.
وهكذا تحولت طهران الى ساحة العهد والوفاء وجدد القسم مع الشهداء وسطرت صفحة جديدة من صفحات الايثار والتضحية في سجل تاريخ ايران المقاوم.