بتوقيت اليمن..

إنعكاسات الإنتصار الإيراني على الموقف اليمني المساند لفلسطين

الإثنين ٣٠ يونيو ٢٠٢٥
١٢:١٨ بتوقيت غرينتش
في الوقت الذي كانت تشتعل فيه تل أبيب تحت وابل من الصواريخ الإيرانية الدقيقة، وتترنح الأحياء المحتلة تحت ضربات لم تعهدها من قبل، كانت هناك في اليمن قلوب تخفق فرحاً، وصدورا تنشرح، وألسنة تلهج .

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج"بتوقيت اليمن"، وفيما يتعلق بكيفية فهم انتصار إيران على الكيان الصهيوني وأمريكا من المنظور القرآني، ضمن سنن التحولات الكبرى بمعادلة الصراع بين المستكبرين والمؤمنين، أكد د. أحمد طاهر الشامي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله أن لله سبحانه وتعالى سنن في الحياة، {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}. من بين هذه السنن المهمة والاستراتيجية فيما يتعلق بالهزيمة والانتصار: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

وقال الشامي: عندما نجري استقراءً للثورة الإسلامية في إيران منذ عام 1979، نجد أن هذه الثورة كانت فعلاً ثورة للمستضعفين ضد المستكبرين، كما كان شعارها الذي رفعه الإمام الخميني رحمة الله عليه.

ونوه الشامي إلى أن هذه الثورة أثرت في المشهد العربي بشكل عام، وبالأخص بعد خروج مصر من المعادلة عام 1973 وبعد اتفاقية كامب ديفيد. دخلت الجمهورية الإسلامية كبديل، وسنة الاستبدال جارية: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.

وتابع: كان للثورة الإسلامية دور كبير في تغيير المشهد العربي والإقليمي، وفي التأثير على المعنويات الصهيونية، وفي ضرب معادلات مهمة منها المعادلة التي صاغها بن غوريون (رئيس الوزراء الأول لإسرائيل) بما كان يسميه "تحالف الأطراف" - إيران وتركيا مع إسرائيل في مواجهة العرب.

وأضاف الشامي: نجد أن إيران تحركت مع المستضعفين وليس مع المستكبرين منذ البداية. وقفت مع القضية الفلسطينية، ووقفت مع الشعب اللبناني. تراكمت الإنجازات في مواجهة الشيطان الأكبر أمريكا.

ورأى الشامي في الواقع أن الثورة الإسلامية في إيران لديها تراكمات من نصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين. ومن يتحرك على هذا الأساس في نصرة المستضعفين وفي التحرك لإعلاء كلمة الله ومواجهة المستكبرين، لا شك أنه يدخل ضمن إطار هذه المعادلة المهمة: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

واعتبر الشامي أن هناك خسائر وأضرار، ولكن الإسرائيلي دخل في سنة الاستدراج الإلهي: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}. هذا هو المكر الإلهي. ظنوا أن التحول سيكون لصالحهم، ولكن الواقع أن التحول الكبير أصبح لصالح الجمهورية الإسلامية.

وأضاف : كان الإسرائيلي يعول على الحصار الشديد والخانق الذي يقوّض اقتصاد إيران، ويعول على التفكك الداخلي. ما حصل هو العكس: اتضح أن الثورة الإسلامية ولديها بنية مؤسساتية قوية جداً، استطاعت أن ترمّم ما حصل وأن تثبت حتى اقتصادياً. استطاعت إيران أن تعيد تنظيم صفوفها، وحصلت وحدة صف. هذه كانت النقطة المهمة جداً - قضية الالتفاف الشعبي والجماهيري والتماسك الداخلي لصالح الثورة الإسلامية وللتحولات الكبرى لصالح المؤمنين.

وقال الشامي : الواقع أن ما يحصل هو تحول إقليمي وعالمي كبير جداً لصالح إيران الإسلامية، ولصالح غزة، ولصالح محور الجهاد والمقاومة، ولصالح الأمة الإسلامية بأكملها.

دلالات الانتصار الإيراني وانعكاساته

رأى الشامي أنه عندما نتحدث عن انتصار إيران، نحن نعتبر أنفسنا أمة واحدة - نحن وإيران ومحور الجهاد والمقاومة، بل والمفترض أن كل الدول العربية والإسلامية ضمن إطار أمة واحدة منوها أن الانتصار الذي حصل في إيران يعتبر انتصاراً لكل مفردات محور الجهاد والمقاومة، وستنعكس آثاره الإيجابية على اليمن في المسار التفاوضي القادم مع دول تحالف العدوان.من نواحٍ عديدة:

أولاً، من ناحية دول المنطقة وبالأخص السعودية والإمارات التي تعيش على الحماية الأمريكية والغربية. أمريكا عندهم بمثابة إله يُعبد من دون الله سبحانه وتعالى في النظامين السعودي والإماراتي.

ولفت الشامي إلى أنه عندما تشاهد هذه الأنظمة أن الأمريكي لم يستطع أن يحمي طفله المدلل إسرائيل - يعني دخل الغرب وأمريكا بكل ثقلهم وتقنياتهم وإمكاناتهم العسكرية لإنقاذ إسرائيل وحمايتها، ومع ذلك فشلت كل التقنيات الغربية والإمكانات والتفوق العسكري وأحدث الإمكانات في مواجهة الصواريخ الإيرانية - والصواريخ الإيرانية هذه صُنعت رغم الحصار الشديد وهذا يكسر جانب الغرور والكبرياء لدى النظام السعودي والإماراتي. النخوة - كما نقول باللغة المحلية - تنكسر، ويعرفون أنهم يعيشون في وهم الحماية الأمريكية، والواقع أن المسألة أصبحت غير ذلك.

ونوه الشامي إلى أنهم يعرفون أيضاً العلاقة الإيجابية بين اليمن والجمهورية الإسلامية، والجمهورية الإسلامية لا تبخل على اليمن بأي تقنيات أو خبرات. ماذا لو وصلت هذه الخبرات العسكرية؟ هذا السؤال دائماً يطغى في ذهنيات الأمريكي والإسرائيلي ومن يدور في فلكهم.

واعتبر الشامي أنه في الواقع، اليمن ليس خطراً على أحد من الدول العربية، بل هو خطر على المشروع الأمريكي والصهيوني ومن يريد أن يعتبر نفسه جزءاً من هذا المشروع.

وأشار الشامي إلى أن الانتصار الإيراني له انعكاسات كبيرة جداً على غزة، وانعكاسات كبيرة على اليمن، وانعكاسات كبيرة على الملف التفاوضي. انعكاسات سنلمس ثمارها ونتائجها بإذن الله في المستقبل القريب.

ضيف البرنامج:

- د. أحمد طاهر الشامي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...

0% ...

آخرالاخبار

الهند وروسيا تؤكدان على حل النووي الإيراني دبلوماسيا


مقتل أبو شباب يهزّ مخططات الإحتلال وينهي الذراع الأمنية التي راهن عليها


عائلة البرغوثي تكشف تعذيبا مروّعا للقائد الأسير.. وحملة عالمية للإفراج عنه


الرئيس بري: لا يجوز ومن غير المقبول التفاوض تحت النار


اتحاد الشغل التونسي يعلن عن إضراب عام في 21 يناير


منظمة إيكو: سندرس تعريف منطقة أرس كعاصمة للسياحة


خطيب جمعة طهران: إذا استمر العدو في تصرفاته الجنونية، فسيُهزم مرة أخرى


دورية للاحتلال تنفذ أعمال تجريف قرب سد بريقة بريف القنيطرة الأوسط


بدء المرحلة الثانية من مناورات القوات البحرية لحرس الثورة الاسلامية


منازل جديدة للفلسطينيين ينسفها الاحتلال في حي الشجاعية