وفيما يتعلق بالرؤية والتقييم لمرحلة ما بعد الحرب الفاشلة العدوانية الصهيو-أمريكية على الجمهورية الإسلامية في إيران، أكد الباحث السياسي د. زكريا حمودان أن العدوين الصهيوني والأمريكي لم يُوقفا الحرب إلا بعد أن تبيّن لهما أن مسارها لم يعد مجديًا ولم يحقق أهدافه، خاصة بعد أن وصلت الصواريخ الإيرانية إلى واحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية، وذلك ردًا على الاستهداف الأمريكي. وهو ما أثبت أن إيران تمتلك الثقة والقدرة على تنفيذ ضربات دقيقة، موجّهة بذلك إنذارًا كبيرًا للوجود الأمريكي في المنطقة.
ورأى حمودان أن الأمر يترك تأثيرًا كبيرًا على المستوى الجيو-اقتصادي، إذ إن الولايات المتحدة تمتلك في الخليج الفارسي مصالح تفوق قدراتها العسكرية، ولا يمكنها استخدام هذه القدرات لتدمير ما يخدم مصالحها. ولفت إلى أن الوجود العسكري الأمريكي هناك يهدف بالدرجة الأولى إلى التهويل والردع، في حين أن إيران، في المقابل، تمتلك ترسانة صاروخية فعّالة، أثبتت قدرتها من خلال الإنجازات التي حققتها في استهداف العمق الإسرائيلي، وختمتها بضربتين رئيسيتين: الضربة الأخيرة على بئر السبع، والتي كانت كأنها رسالة من نوعية القدرات المستخدمة، والضربة ما قبل الأخيرة على القاعدة الأمريكية في العديد بقطر، التي كانت في مكان ما رسالة إلى أمريكا تشبه رسالة الوعد الصادق رقم واحد، والتي كانت الرسالة الأولى للإسرائيلي بما يخص ضرب عمق الكيان. هذه الرسالة كانت الأولى لضرب المصالح الاستراتيجية الأمريكية.
الحرب على إيران هزيمة استراتيجية للكيان الإسرائيلي
وحول اعتبار هذه الحرب هزيمة استراتيجية للكيان الإسرائيلي ومجرد مغامرة خاسرة اليوم في تحقيق أهدافها، نوّه حمودان إلى أن الإسرائيلي قد فشل تماماً في هذه الحرب حيث قام بوضع خطة ومن الواضح أن هدفه الأساسي كان استهداف سماحة قائد الثورة وإنهاء أو تغيير النظام في الجمهورية الإسلامية. هذا الهدف الأساسي لم يتحقق. ومن ثم وضع أهدافاً أخرى تحدث عنها في الإعلام بشكل واضح: إنهاء البرنامج الصاروخي. الرسالة التي وصلت من الصواريخ الأخيرة التي سقطت على الكيان أثبتت أن البرنامج الصاروخي لم ينته، وهذا يعني أن النقطة الثانية كذلك فاشلة.
شاهد أيضا.. عراقجي: العدوان الاميركي على المنشآت النووية الايرانية خيانة للدبلوماسية
انتهاء عصر الردع الإسرائيلي
وعند سؤاله عن ما إذا كان عصر الردع الإسرائيلي قد انتهى، بعد أن تلقت تل أبيب وحيفا ضربات مباشرة من إيران، أشار حمودان إلى أن الأمر لا يمكن اعتباره نهاية، بل هو مجرد جولة ضمن صراع طويل. فالكيان الإسرائيلي سيواصل معركته، وليس بالضرورة أن تكون المعركة المقبلة موجهة ضد إيران تحديدًا، بل ستتواصل على مستوى المنطقة، تحت شعار تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل بـ"إسرائيل الكبرى"، إلى جانب السعي لتحقيق ما يُسمّى بمشاريع "السلام" أو "الاتفاقيات الإبراهيمية"، ولذلك ربما أوقف الجبهة المؤثرة على المستوى الداخلي، خاصة أن ما يسمى الجبهة الداخلية لأول مرة تتعرض لهذا النوع من الحروب وهذا الضغط، الذي يعتبر ضغطاً نفسياً مؤثراً على البيئة الاجتماعية في الكيان الصهيوني، يعتبر ضغطاً كبيراً جداً. ولا مصلحة له بأن يكمل باستمرار هذا الضغط عليه داخلياً، فلذلك العدو الصهيوني مستمر في معركته.
وتطرق البرنامج إلى توقف الإعلام العبري مالياً عند مرحلة ما بعد الحرب مع إيران، تحديداً عندما يطلب ترامب إغلاق ملف غزة عبر صفقة تبادل الأسرى تمهيداً لتوسيع اتفاقات إبراهام التطبيعية مع دول في المنطقة.
كما ألقى البرنامج الضوء على ما يتعلق بالمرحلة المقبلة، حيث تخوف أحد المسؤولين السابقين في مكتب نتنياهو من الشراكة الإيرانية مع روسيا والصين وكوريا الشمالية وباكستان، ومن إمكانية أن تزود هذه الدول إيران بالسلاح النووي.
ضيف البرنامج:
-الباحث السياسي د. زكريا حمودان.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...