ولفت سريوي أن "إسرائيل" يقودها الآن مجرم حرب، ويقودها أحفاد مجرمي عصابات الهاغاناه التي قتلت الشعب الفلسطيني وهجّرته. والآن يجددون هذا الخطاب الذي يسعون من خلاله إلى تهجير سكان غزة وقتل أهلها وتنفيذ هذه الإبادة الجماعية. وبالتالي، يبدو أن هناك محاولة لفرض هيمنة إسرائيلية على كامل دول المنطقة، وتحديداً على لبنان.
وأوضح سريوي أن ما تطرحه "إسرائيل" في لبنان هو اتفاق استسلام وليس اتفاق سلام. إذا نظرنا إلى الحديث عن الاتفاق أو عن القرار 1701، نجد أن البند الأول في القرار ينص على وقف الأعمال العدائية وانسحاب "إسرائيل" من الأراضي اللبنانية. لكن "إسرائيل" لم تلتزم بهذا البند الأول، وما زالت تخرق القرار كل يوم مراراً وتكراراً - أكثر من 3500 خرق لهذا القرار حتى الآن. وبالرغم من ذلك، تريد القفز إلى المرحلة الأخيرة من هذا الاتفاق وإجبار لبنان على تجريد المقاومة من سلاحها.
وأضاف: لماذا هذا الإصرار الإسرائيلي الأمريكي على تجريد حزب الله والمقاومة من السلاح؟ لأن ما تريده "إسرائيل" في الحقيقة ليس السلام مع لبنان، بل إزالة العقبات من أمام مشروعها التوسعي. إذا نظرنا في جانب آخر، كانت أمريكا وإسرائيل تضغطان لإنهاء وجود اليونيفيل وعدم التمديد لها، أي إزالة الشاهد الرئيسي على جرائم "إسرائيل" في جنوب لبنان. ثم يتم تجريد المقاومة من سلاحها وتصبح الطريق مفتوحة أمام المشروع التوسعي الإسرائيلي.
شاهد أيضا..الأمين العام لحزب الله: لا نقبل أن نسلم سلاحنا للعدو الإسرائيلي
ونوّه سريوي إلى أن "إسرائيل" ستُقدم مجددًا على الدخول إلى الجنوب، سواء بحجة أو من دون حجة، إذ تمتلك من وسائل النفاق والكذب ما يكفي لتبرير أي عدوان. وستسعى من خلال هذا الدخول إلى احتلال الجنوب اللبناني بالكامل، وفرض شروط جديدة وواقع سياسي وأمني مختلف على لبنان.
وأضاف أن الخطر الأكبر يكمن في أن يجد لبنان نفسه منزوع الأنياب، مجردًا من كل عناصر القوة، بعدما فقد أوراق الضغط الأساسية. وأكد أن الرهان على الدبلوماسية، وعلى أن أصدقاء لبنان سيمارسون ضغوطًا على "إسرائيل"، هو رهان خاسر، وأن مثل هذا الكلام لا يجدي نفعًا في أي مكان.
وقال سريوي: إننا نرى كيف أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وسواها من الدول التي تدّعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، تقف متفرجة على المجزرة التي تُرتكب في غزة.
يرون بأعينهم ما يحدث: إبادة جماعية حقيقية، كما وصفتها محكمة العدل الدولية، وجرائم أدانتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو.
ورغم كل ذلك — ورغم القتل بالمئات والآلاف يوميًا، والدمار الهائل الذي يطال المناطق السكنية والمدنية — فإن هذا "العالم الحر" المزعوم، الذي يدّعي التقدم والإنسانية، يواصل دعم "إسرائيل" بكل قوته، سياسيًا وعسكريًا.
وخلص سريوي: أكثر من 820 طناً من الذخائر وصلت في الأيام العشرة الأخيرة إلى "إسرائيل". كلها ستُرمى أين؟ ستُرمى على لبنان وستُرمى على غزة. وبالتالي، هذا الغرب يشارك بشكل مباشر في العدوان على الشعب اللبناني وعلى الشعب الفلسطيني.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...