بعد قرون متمادية على واقعة الطف في كربلاء، يستمر اللهيب في قلوب المؤمنين الذين ورثوا الحزن عن أجدادهم. وهنا في حي دولت آباد جنوب العاصمة الإيرانية طهران، يحيي أبناء الجالية العراقية ذكرى عاشوراء بكل تفاصيلها، ويعبرون عن حزنهم بطرق تقليدية.
وقال أحد المشاركين:"ثورة الإمام الحسين هي مدرسة، هي ثورة، هي أخلاق، هي رسالة، هي مبادئ، هي عقيدة ضد الظلم وضد الطغيان وضد الشرك والكفر. أما الرسالة الأهم فهي التي استمرت من ذلك الزمان إلى هذا الزمان، يعني تقول لك: يا بني آدم، ثوروا ضد الظلم والطغيان كما ثار الإمام الحسين عليه السلام".
قائد الثورة الاسلامية يشارك في مراسم عزاء ليلة عاشوراء + فيديو وصور
بعد أداء الفريضتين عند الظهيرة، ينطلق موكب عظيم تحت مسمى "عزاء طويريج". الجموع تهرول والقلوب تهتف والدموع تسيل في تقليد متجذر في وجدان أهل العراق، امتد صداه إلى هذا الحي حيث يندفع المشاركون نحو المخيم الرمزي الذي يذكرهم بعظمة أهل بيت النبوة.
وقال مشارك آخر:"عزاء طواريج هذه ركضة مقاومة وعزاء ومواساة مع أهل البيت، وهي لها تاريخ طويل وعميق في المجتمع الإسلامي وخصوصاً العراقي".
رسالة كربلاء حية في هذا العزاء تذكر الجميع بأن الوقوف في وجه الظلم والفساد مسؤولية تاريخية وأخلاقية. فما خرج الحسين عليه السلام إلا لطلب الإصلاح، وها هم اليوم أتباعه يجددون العهد على أن يظلوا مع الحق وأن لا يركنوا للظالمين، ما دامت هناك دمعة حارة،
فذكرى عاشوراء محافظة على جذورها في قلوب الأجيال. فهي ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي مدرسة للصبر والمقاومة ورمز حي للتحدي والإيمان.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...