فخلال الأسابيع الأخيرة، كثفت فصائل المقاومة نشر مشاهد مصورة لعملياتها النوعية ضد القوات والآليات الإسرائيلية، عمليات وصفت بالاحترافية والمنظمة، وأوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف جيش الاحتلال، إذ أقرت إذاعة جيش الاحتلال بمقتل ثلاثين ضابطا وجنديا منذ استئناف الحرب في اذار مارس الماضي.
وفي قراءة تحليل دلالات اتساع العمليات؛ يعتبر خبراء في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية أن عمليات المقاومة الأخيرة تمثل نقلة نوعية أربكت جيش الاحتلال، وأجبرته على إعادة النظر في مسار الحرب واللجوء إلى طاولة المفاوضات بعد فشل أهدافه العسكرية.
ويؤكد الخبراء أن العمليات التي نفذتها سرايا القدس وكتائب القسام جمعت بين المبادرة والتخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم، حيث استدرجت قوات الاحتلال إلى كمائن مميتة، وهو ما أدى إلى انهيار الثقة لدى الجنود وخلق ضغوط هائلة على القيادة السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال.
شاهد أيضا..البرلمان العربي: الاحتلال يمارس إرهاب منظم في غزة
ويرى مراقبون ان هذا الأداء يعزز الموقف التفاوضي للمقاومة ويمنحها أوراق قوة إضافية في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية على حكومة الاحتلال، بينما تحاول سلطات الاحتلال تعويض فشلها بتكثيف القصف العشوائي على المدنيين والمنشآت الحيوية في غزة.
وفي سياق التصريحات الاسرائيلية عن الإخفاق والفشل؛ تتوالى اعترافات القيادات العسكرية بحجم الإخفاق. اللواء يسرائيل زيف، الرئيس الأسبق لشعبة العمليات والقائد السابق لفرقة غزة، وصف عمليات جيش الاحتلال في غزة بالعبثية، مؤكدا أن الكيان الاسرائيلي باتت عبئا إقليميا يهدد استقرار الشرق الأوسط. وان الردع الإسرائيلي تضرر بشدة وأن الحرب أظهرت فشلا سياسيا وإقليميا ألقى بظلاله على صورة الكيان أمام العالم.
في المقابل، أكد الجنرال إسحق بريك أن الجيش الإسرائيلي يغوص في وحل غزة، وأن تحقيق أهداف الحرب بات بعيد المنال، بينما كشف خبراء عسكريون أن عمليات المقاومة المتتالية تحرم الاحتلال من مبدأ السيطرة على الأرض وتؤدي إلى انهيار إرادة الجيش في الميدان، ما يدفع نحو خيار التسوية والهدنة بدلا من استمرار القتال.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...