لم يكن صراخ هذا الطفل صراخًا طبيعيًا، بل بسبب الجوع ونقص الحليب الخاص به. في واحدة من أبشع صور المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، يعاني الآلاف من الرضع والأطفال من انقطاع حليب الأطفال في ظل حصار خانق وعدوان متواصل دمر كل مقومات الحياة الأساسية.
وقالت ام من غزة"نحن كأمهات في غزة نعاني من سوء التغذية لأطفالنا بسبب نقص الحليب بسبب العدوان علينا. أطفالنا يحتاجون حليبًا، ونحن غير قادرين على توفيره لهم. نضع لهم مياه بدل الحليب عشان يسكتوا جوعانين".
وقالت ام اخرى "لا يوجد طعام او شرلي لا يوجد أي موارد تمكنني من إطعام ابنتي اليوم. الحليب هو الأساس لها، وهو الذي يمكن أن يعطيها صحتها ويقوي مناعتها، ويمنحها الكالسيوم الذي تحتاجه.هؤلاء الأطفال، أنا أقول لكم، هؤلاء أطفال. اذا لم يشربوا الحليب ماذا يجب ان يشربوا"
في إحدى زوايا مستشفى الرنتيسي للأطفال في مدينة غزة، تجلس أم وديع تحتضن ابنتها التي لم تتجاوز عمرها شهرًا واحدًا، وهي تعاني من سوء التغذية ونقص في الحليب. تحاول الأم إيجاد بدائل لطفلتها، ولكنها لم تنجح.
وقالت ام وديع "اصابها سوء التغذية من قلة توفر الحليب الاطفال أدى إلى إصابتها بحمى شُوكية من كثرة الصفار وقلة التغذية.أحتاج أن أعطيها كمية كافية من الحليب، ولكن من قلة توفر الحليب وغلاء حليب الأطفال، زاد عندها الصفار وازدادت حرارتها".
واكد دكتور اطفال في مستشفى الرنتيسي، راغب ورش اغا "في مستشفى الرنتيسي، هناك شح وقلة في وجود الحليب الخاص والحليب العام للأطفال، مما يؤثر على الأطفال في جهاز المناعة، مما يؤدي إلى التهابات حادة عند الأطفال. وفي كثير من الأحيان، يلزم دخول الطفل إلى المستشفى بسبب نقص المناعة الناتج عن سوء التغذية".
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، فرضت قيود مشددة على دخول المواد الغذائية والطبية، وكان حليب الأطفال في مقدمة هذه الأصناف التي شحت بشكل كبير واختفت كليًا من داخل الأسواق. معاناة أطفال غزة مع انقطاع حليب الأطفال تمثل واحدة من أكثر صور الأزمة الإنسانية في القطاع، خاصة في ظل استمرار هذه الحرب التي قتلت كل شيء.