وأكد المبعوث الأمريكي توم باراك، اليوم، أن الرد اللبناني على الورقة الأمريكية كان "مسؤولاً جداً"، معتبرا أن سلاح حزب الله مشكلة داخلية لبنانية.
وفي هذا السياق، أشار الباحث في العلاقات الدولية وسام ناصيف ياسين إلى أنه يمكن اعتبار المسألة مناورة إسرائيلية أمريكية، ويعكس عدة نقاط مهمة. النقطة الأولى هي الالتفاف الشعبي غير المسبوق حول المقاومة، مما يدل على دعم شعبي واسع. أما النقطة الثانية، فتتمثل في رد الرؤساء الثلاثة مجتمعين بنفس الرد، مما يعكس دعماً رسمياً للمقاومة، ويعزز من موقفها في الساحة السياسية.
وأضاف أن النقطة الثالثة، هي أن المقاومة اتخذت إجراءات احترازية، بوجود تهديد وشيك. حيث أكد أمين عام حزب الله أن المقاومة ستذهب إلى الحرب ولن تسلم سلاحها، مما يعكس تصميم الحزب على مواجهة أي اعتداء.
وأكد الباحث أن التعاطي الأمريكي مع لبنان يكون بالبراغماتية، حيث يبدو أن باراك يتحدث تحت ضغوط معينة. وفي هذا الإطار، قال باراك: "نحن من خلال هذا الرد اللبناني سنضع خطة مستقبلية مشتركة تضمن السلام والاستقرار". وهذا يثير تساؤلات حول نية الولايات المتحدة الفعلية لدعم الاستقرار في لبنان، وما إذا كانت الضغوط لا تزال قائمة.
ويعتبر ياسين أن الأمريكيين يتعاملون مع لبنان بواقعية، حيث أن باراك يقول إن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق مصالحها من خلال استقرار لبنان. وقد نجحت الولايات المتحدة في إيصال رئيس جمهورية ورئيس مجلس وزراء، مما يعكس رغبتها في القبض على مفاصل الدولة.
وفيما يتعلق بسلاح حزب الله، اعتبر باراك أن هذه القضية هي مشكلة لبنانية داخلية، داعياً اللبنانيين إلى حلها بأنفسهم. كما أشار إلى أن التصريحات الأمريكية تعكس رغبة في دعم الاستقرار، ولكنها قد تحمل في طياتها نوايا للتنصل من المسؤولية، مما يترك لبنان يواجه أزماته بمفرده. ويعتبر أن هذه البراغماتية الأمريكية قد تكون جزءاً من استراتيجية أوسع والرهان على الحل السياسي دون الحل العسكري.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..