إنها بلدة حاروف جنوب لبنان التي لم تبخل على هذه الأرض بالدماء، لم تسلم طيلة 66 يوما في الحرب الأخيرة من القصف الإسرائيلي.
في الثالث والعشرين من أيلول لم يتوقف القصف على المدنيين والعزل الذين هدمت منازلهم على رؤوسهم. منازل أبرياء أمعنت إسرائيل في قصفها ، وعشرات البيوت دمرت ، وخرج معها أهالي حاروف إلى نزوح مجهول.
بين الحارات القديمة هنا في بلدة حاروف جنوب لبنان في قضاء النبطية تحديدا، كل من صمدوا يحملون حكاية خاصة أو كل من هجروا في الثالث والعشرين من أيلول يتذكرون ذلك اليوم.
في الـ23 من أيلول وفي صباح الاثنين الأسود خرج أهالي بلدة حاروف ومعها الجنوب اللبناني إلى مصير مجهول، لكن آخرين صمدوا وقدموا العشرات من شهداء على سبيل ومذبح هذا الوطن.
الحاجة محسنة جرادي رفضت أن تترك القرية وبقيت المغسلة الوحيدة للشهيدات، صمدت في حاروف رغم القصف اليومي تحمل تفاصيل لا تنسى عن المجازر والأشلاء.. وتقول هي : هذا النهار في الصبح كان عندي والحاج موعد بصيدا ووصلنا للمكان ووجدنا كل شيء تغير ، السيارات وإسعافات ودراجات نارية ، والناس نزلوا ولم يخرج أحد وكأن مشهد المدينة كان يوم القيامة..
عشرات الشهداء الذين قدمتهم حاروف ، عائلات دفنت بكاملها في مقبرة البلدة، وآخرون من مجاهدين بقوا مفقودي الأثر...
ويقول الحاج رضا حرب والد شهيدين: ما جرى على البلدة في 23 أيلول هو مثل ما جرى على كل البلدات. نحس الاستهداف كان عاما وشاملا على كل الجنوب وشمل البلد كله ولكن في أول الحرب استهدفت بعض المنازل وصارت مجرزة بحق المدنيين.