وُلد غسان كنفاني مع انطلاق شرارة ثورة 1936 في مدينة يافا ضد قوات الانتداب البريطاني، وكأنه كان على موعد مع بدايات القضية الفلسطينية منذ اليوم الأول في حياته.
كان طفلًا شغوفًا بوصف المعارك التي خاضها أبطال ثورة عام 1936، وكأنه كان أحد شهودها. بعد عام 1948، أُجبر على النزوح مع عائلته إلى لبنان، ثم إلى سوريا، حيث انضم إلى حركة القوميين العرب وكتب في المجلات التي كانت تُصدرها دمشق والكويت.
بعد عام 1969، ازداد نشاطه السياسي وأصبح عضوًا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حيث ساهم في وضع الاستراتيجية السياسية والبيان التأسيسي للجبهة، الذي أكد على أهمية العمل الفدائي والكفاح المسلح.
لم يكن كنفاني مجرد أديب، بل كان مناضلًا من أجل قضية بلده، وكان ذلك واضحًا منذ طفولته، حيث رافقه في جميع أعماله الأدبية. أُطلق عليه لقب "صاحب الأدب المقاوم"، وكانت روايته الأخيرة "عائد إلى حيفا" سببًا لمخاوف إسرائيلية كبيرة، مما أدى إلى اتخاذ قرار باغتياله.
اغتيل كنفاني على يد الموساد الإسرائيلي في الثامن من يوليو عام 1972، نتيجة انفجار سيارة مفخخة في العاصمة اللبنانية بيروت، عن عمر لم يتجاوز 36 عامًا، لكنه كانت حياته غنية جدًا. اختتم مسيرته النضالية الأدبية بالشهادة، تاركًا وراءه 18 كتابًا ومئات المقالات التي تناولت الثقافة والسياسة ونضال الشعب الفلسطيني وأجيال عديدة آمنت بالکفاح المسلح کوسيلة وحيدة لتحرير فلسطين.
وقد قالت رئيسة کيان الاحتلال السابقة غولدا مائير، معلقة علی عملية اغتيال کنفاني:" اليوم تخلصنا من لواء فکري مسلح؛ فغسان بقلمه کان يشکل خطراً علی "اسرائيل" أکثر مما يشکله ألف فدائي مسلح".