وفتح الصحفي الأمريكي المعروف تاكر كارلسون النار مجددا على المؤسسة السياسية والإعلامية في بلاده، ملمّحا إلى تورط جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" في أنشطة رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، المتهم بالإتجار الجنسي واستغلال القاصرات.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مشاركته في مؤتمر منظمة Turning Point USA في فلوريدا، و هي منظمة أمريكية غير ربحية تُعنى بالدفاع عن السياسات المحافظة في المدارس الثانوية والكليات والجامعات، قال كارلسون إن الحكومة الأمريكية تتعمد حجب الحقيقة حول قضية إبستين، مضيفا:
"الحكومة التي صوّتنا لها ترفض الإجابة عن الأسئلة الجوهرية... وعندما نحاول الاقتراب من الملف، يُقال لنا: أنتم تروّجون لنظريات المؤامرة".
وأعرب كارلسون عن اعتقاده بأن إبستين لم يكن يتحرك منفردا، بل كان على الأرجح يعمل لحساب جهاز استخبارات أجنبي، وقال:
"من الواضح لأي مراقب أن إبستين كان جزءا من شبكة أوسع... السؤال هو: لمن كان يعمل، وبأي تمويل؟ أعتقد أنه كان أداة استخباراتية، ربما لصالح الموساد، وكان يمارس الابتزاز لخدمة أجندات خارجية... وهذا ما يهمس به كثيرون في واشنطن، لكن لا أحد يجرؤ على التصريح به علنا".
■ من هو جيفري إبستين؟
جيفري إبستين هو رجل أعمال أمريكي راحل، بقي اسمه يتردد بقوة في الأوساط السياسية والإعلامية، بسبب قضايا الاتجار الجنسي بالقاصرات وعلاقاته الواسعة مع شخصيات دولية نافذة.
ولد إبستين في 20 يناير 1953 في نيويورك، وبدأ حياته المهنية كمدرّس، قبل أن ينتقل إلى عالم المال ويؤسس شركة لإدارة ثروات الأثرياء.
وعلى الرغم من نجاحه الظاهري، إلا أن مصادر ثروته ونشاطاته المالية ظلت محاطة بالغموض.
عرف إبستين بعلاقاته مع عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الرئيسان الأمريكيان بيل كلينتون ودونالد ترامب، والأمير أندرو من العائلة المالكة البريطانية، إلى جانب مشاهير كـ بيل غيتس ونعومي كامبل.
في عام 2008، أُدين بتهم تتعلق بالتحرش واستغلال قاصرات، لكنه حصل على صفقة قضائية مثيرة للجدل مكّنته من قضاء 13 شهرا فقط في السجن مع السماح له بالخروج للعمل.
ثم أعيد اعتقاله في يوليو 2019 بتهم جديدة تتعلق بتشغيل شبكة دولية للإتجار الجنسي، لكن القضية انتهت بشكل مأساوي بعد أن وُجد ميتا في زنزانته في أغسطس من العام نفسه.
ورغم اعتبار وفاته "انتحارا"، إلا أن ظروفها الغامضة — بما في ذلك تعطل كاميرات المراقبة وغياب الحراس — دفعت كثيرين إلى الاعتقاد بأنه قُتل للتستر على أسرار خطيرة.
وقد تحوّلت قضية إبستين إلى واحدة من أكبر الفضائح في تاريخ الولايات المتحدة، بعد تسريب قوائم بأسماء شخصيات رفيعة وردت في سجلاته، وظهور معلومات عن "جزيرة إبستين"، التي يُعتقد أنها كانت مركزًا للقاءات مشبوهة وأنشطة استغلال ممنهج.
ولا تزال المطالبات تتصاعد من قِبل سياسيين وحقوقيين للإفراج عن آلاف الوثائق غير المنشورة التي قد تكشف عن تورط شخصيات بارزة في نشاطاته، وسط اتهامات مستمرة للحكومة الأمريكية بطمس الحقائق وتوفير الحماية لشخصيات نافذة.