وأكد البروفيسور نك ماينارد الجراح الإنجليزي الذي يعالج الجرحى في غزة "إن الجنود الإسرائيليين يستهدفون الأطفال والمراهقين الفلسطينيين عمدا في مناطق مختلفة من أجسامهم، كأنها لعبة".
وأوضح قائلا "في يوم تُطلق جميع الطلقات على البطن، وفي يوم آخر على الرأس أو الرقبة، وفي اليوم التالي على الساق أو اليد.. يبدو أنهم قرروا أن يطلقوا النار على الرأس اليوم، وعلى الرقبة غدا، وعلى الأعضاء التناسلية بعد غد."
VS
وأضاف "أن معظم هؤلاء الجرحى هم فتيان مراهقون تعرضوا لإطلاق النار أثناء توجههم إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية".
ونقلت صحيفة الإندبندنت عن ذلك "في الأسابيع الأخيرة، تكررت التقارير عن إطلاق النار على المدنيين وخصوصا الأطفال في غزة".
تصريحات هذا الطبيب البريطاني تُعد من أوضح وأشد الروايات إيلاما عما يجري في حرب الابادة الجماعية التي اطلقها طيان الاحتلال الاسرائيلي في غزة.
وقد أعلنت مصادر فلسطينية ودولية مرارا أن مراكز توزيع المساعدات في غزة التي يديرها كيان الإحتلال والولايات المتحدة أصبحت "فخاخ موت".
ومنذ بداية هذا العام الميلادي، استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على توزيع المساعدات بعد أن كانت الأمم المتحدة تتولى ذلك، وكلفت عدة شركات أمنية خاصة بهذه المهمة، كما يتمركز جنود الجيش الإسرائيلي في هذه المراكز.
VS
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، استشهد حتى الآن ٧٨٨ فلسطينيًا أثناء استلامهم المساعدات نتيجة إطلاق النار من قبل عناصر أمريكية وإسرائيلية، وأُصيب ٥١٩٩ آخرون.
وكان الدكتور ماينارد يسافر من وإلى غزة منذ حوالي 15 عاما، وكان يُدوّن يومياته حصريا لشبكة CNN، باستخدامها، بجانب لقطاتنا الخاصة من داخل المستشفى، جمعنا لمحة مباشرة عن الأزمة الإنسانية التي تتكشف داخل مستشفيات غزة...الأطباء هنا لا يعالجون جروح القنابل والرصاص فحسب، بل يكافحون للحفاظ على حياة أضعف مرضاهم في ظل انتشار الجوع".
وأدى الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة إلى دفع مليوني نسمة من سكان القطاع إلى حافة أزمة جوع كارثية.
ونتيجة لذلك، يحذر الأطباء بأن أكثر سكان غزة ضعفا - بمن فيهم الأطفال - يتضورون جوعا حتى الموت.
حيث يقول الدكتور ماينارد "رأيت أطفالاا دفعوني للبكاء. تعبير "الجلد على العظم" لا يُنصفهم حرفيا... لم تكن لديهم أي كتلة عضلية على الإطلاق... كل ضلع منهم ظاهر".