بينما تتصاعد المجازر في غزة وتستمر الهجمات الإسرائيلية على الضفة الغربية، خرج الآلاف من المتظاهرين في مسيرة حاشدة للتنديد بالإبادة الجماعية والمطالبة بوقف كل أشكال الدعم العسكري والاقتصادي ل"إسرائيل"، ورفع اليد عن إيران وسط غضب ضد التواطؤ الغربي.
وقال متظاهر "من المهم أن نكون هنا لنعبر عن دعمنا لوقف تصدير الأسلحة. التوتر في الشرق الأوسط يتصاعد والعديد من الدول مهددة، يجب أن يتوقف ذلك".
اللافتات كانت واضحة: "أوقفوا القتل"، "ارفعوا أياديكم عن إيران"، و"العدالة لفلسطين". المحتجون عبروا عن غضبهم من استمرار دعم حكوماتهم وطالبوا بقرارات حاسمة ضد السفيرة الإسرائيلية ووقف تجارة الأسلحة وإنهاء الشراكات التي تمول القتل. أصوات الهتاف لم تهدأ رغم محاولات التضيق والتهديد .
وقالت متظاهرة "نحن لا نريد أن نكون شركاء في الإبادة، نريد فرض العزلة على إسرائيل. هي تهاجم غزة والفلسطينيين والضفة وجيرانها وسوريا وإيران، والناس يدركون أن هذا ليس ما نريده".
رسائل المظاهرة لم تكن موجهة فقط لتل أبيب، بل أيضاً لعواصم القرار الغربي. كفى صمتا على المجازر وكفى تواطئ باسم المصالح. مطالبات واضحة بوقف التحريض على إيران، ورفض الزج بها في حروب إقليمية لصالح أجندات الاحتلال. وفي وجه الآلة الدعائية، أكد المتظاهرون: "حركتنا أقوى وصوتنا باقٍ".
وقالت متظاهرة اخرى "نحن نعيش كابوساً، الناس يُقتلون وهم يبحثون عن الماء والطعام. إنه مدنيون يعيشون هذا منذ عقود، لكن ما يحدث الآن لا يحتمل. وما يؤلم أكثر هو غياب الموقف الرسمي. أين قيادتنا لتقول بوضوح: هذه إبادة جماعية الأمر واضح للجميع، ما يجري هو إبادة بكل معنى الكلمة".
في كل شارع يهتف فيه ضد القتل، تنكسر هيبة القمع ويكثر صمت العالم. من هنا، ومن بين هذه الحشود، يعلو الصوت ولن يصمت طالما هناك طفل يُقتل. نحن ملايين ولسنا خائفين.