وتواجدت كاميرا العالم في قسم الاستقبال والطوارئ داخل مجمع الشفاء الطبي. هذا القسم مكتظ بشكل كبير بحالات الإصابات الناجمة عن سوء التغذية.
وأشار محمد البلبيسي مراسلنا في قطاع غزة إلى أن هناك حالات فاقدة للوعي ممددة على الأرض في المكان حيث وصلت الأسرّة إلى حدودها القصوى، والمرضى متجمعون بأعداد كبيرة من المصابين.
وتابع : على الناحية الأخرى، نشاهد عدداً كبيراً من المصابين من طالبي المساعدات الذين وصلوا إلى هذا المكان ولم يتلقوا العلاج حتى هذه اللحظة.
وقال حسن الشاعر المدير الطبي في مستشفى الشفاء:"ظهرت حالات سوء التغذية منذ بداية شهر مارس. بدأنا نستقبل عدة حالات، ولكن كانت هذه الحالات قابلة للتعامل معها. أما الآن، فقد فقدنا القدرة على التعامل مع هذه الحالات، لأنها تصل إلينا في حالة سوء تغذية شديدة لقد فقدنا خلال الأيام القليلة الماضية ما يقارب 25 شهيداً بسبب سوء التغذية".
وتقول إحدى الأمهات: "انظروا إلى ابني، كان وزنه 40 كيلوغراماً، والآن لا يتجاوز 10 كيلوغرامات بسبب سوء التغذية. أنا غير قادرة على إطعامه أصلاً، وحتى لو كنت قادرة، فلا يوجد طعام في قطاع غزة. لا توجد أي مواد غذائية. أصبحت الحياة كارثية للغاية، ولا يوجد شيء بسبب قوات الاحتلال وإغلاق المعابر".
شاهد أيضا.. رئيس قسم طوارئ 'الشفاء': مجزرة المساعدات كانت الأصعب خلال العدوان
كل مريض يرقد داخل هذه المستشفى له قصة وحكاية. هؤلاء المرضى الأطفال الموجودون في مجمع الشفاء الطبي يعانون الآن من نقص الغذاء وصعوبة في الحصول على الدواء بفعل الحصار الإسرائيلي ومنع الاحتلال إدخال الوقود اللازم لتشغيل هذه المستشفيات.
عند سؤال أحد المرضى: "مما تعاني ولماذا أنت موجود هنا؟"
أجاب: "أعاني من سوء التغذية وأنا مصاب في كلا الرجلين، وأعاني من سوء التغذية الشديد وأحتاج إلى علاجات لا أستطيع توفيرها. سوء التغذية الشديد أخّر عملياتي السابقة. بالنسبة لعمليات التجميل، لم يتمكنوا من إجرائها لأنني أعاني من سوء تغذية شديد جداً."
لا توجد كلمات تصف ما يجري هنا في غزة. عدد كبير من المصابين والمرضى يصلون تباعاً إلى أقسام المستشفيات في ظل انتشار المجاعة واستمرار الحرب. نحن نتحدث عن كارثة حقيقية داخل قطاع غزة بفعل الاحتلال الإسرائيلي الذي يمنع إدخال المساعدات الطبية والغذائية إلى القطاع.
التفاصيل في الفيديو المرفق