فيمن الواثقين بالله سبحانه وتعالى يثبت اليوم أن السيادة لا تستعر وأن الكرامة لا تشترى، وأنه سيد البحار جهادا في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وها نحن اليوم أمام مشهد تتلاطم فيه القوى الكبرى في مياهنا صفعة يمنية بعد أخرى، وتظن القوى أنها قادرة على تطويع مصائر الشعوب بجرة قلم أو قرار عابر من مجلس الأمن أو اعتاد أميركي عابر الحدود.
ومؤخرا استنجاد أميركي للأمم المتحدة ومجلس الأمن.. لكن من قلب صنعاء ومن تراب اليمن الطاهر انطلقت رسالة لم يسمعها إلا الأقوياء في إرادتهم: أن هذه البحار بحارنا، وأن هذه الأرض أرضنا، وألا أمن لإسرائيل ولمن يعينها إلا بأمن أهل فلسطين، وبتوقف العدوان وفك الحصار عن غزة.
واليوم تتجلى معركة البحر الأحمر لا كمعركة ممرات أو مصالح اقتصادية بل كمعركة هوية وسيادة وكرامة إسلامية عصية على الانكسار أمام أئمة الكفر.
وتناقش هذه الحلقة من برنامج "بتوقيت اليمن" أبعاد وأسباب ودواعي تقرير معهد واشنطن، الذي أكد الفشل والعجز الأميركي أمام اليمن وأمام تحييد ضربات اليمن المساندة لفلسطين وغزة.
واستنجد هذا التقرير المبكي للأمم المتحدة بضرورة ما أسماه تحول مسؤولية حماية البحر الأحمر والملاحة التجارية من مسؤولية أميركية بحتة إلى مسؤولية دولية، وكيف سيواجه اليمن هذه الخطوة إذا ما شن تحالف عسكري عليه.
ولفت الباحث والخبير السياسي طالب الحسني أن هذا التقرير هو الثالث للوكالة الذي يسلط الضوء على هذه المسألة، علما أن لا أحد اعطى الولايات المتحدة الأميركية حق الهيمنة في منطقة البحر الأحمر وفي كل البحار، حيث تعتبر مناطق صراع، مبيناً: "لكن هناك محاولة ربما تبدو مفهومة عند الأميركي -وهي مسألة تتناولها الصحف والمواقع- كما لو أن الولايات المتحدة الأميركية قد سيطرت على هذه المنطقة منذ زمن وأنه لا يحق للدول المشاطئة للبحر الأحمر -وهي كثيرة- أن يكون لها سلطة ولو حتى شكلياً على هذه المنطقة.
وأضاف أن: أن النفوذ الأميركي والغربي يُبرر على أنه جزء من حماية الملاحة الدولية، علما أن لا أحد في العالم قد أقر بهذه الحقيقة، وحتى في القوانين الدولية البحار هي مناطق تخضع لسيادة الدول المشاطئة عليها، الممرات تسمى ممرات دولية ولكن أيضاً هناك حق للدول المشاطئة والقريبة من الممرات أن تكون هي صاحبة الكلمة العليا في منطقة الأمن، وهو أمن مشترك بين الدول القريبة من هذه المناطق.
وأشار إلى أن: الواضح تماما أيضاً أن الولايات المتحدة الأميركية من خلال الصحف والمواقع تحاول أيضاً أن تقول مرة أخرى إن ما تعرضت له الولايات المتحدة الأميركية في هذه المنطقة هي مرحلة تحول، وهم لا يريدون أن يقولوا الآن أن الولايات المتحدة الأميركية ومن خلال هذا التحول يخرج الدول من الحماية الأميركية، لأن الولايات المتحدة الأميركية دائما تقول إن نشاطها في هذه المنطقة لحماية مصالحها وحماية مصالح الحلفاء.
ولفت إلى أن: لعل هذه القضية ستأخذ بعدا آخر ولكن بعد أن يزول الصراع.. لأن هناك انتظار إن كانت عملية اليمن ستوقف مع غزة وعند إيقاف الحرب على غزة.. أم أنها هي مسألة استراتيجية مثل ما ينظر إليها الإسرائيلي، فالإسرائيلي هو الأكثر حساسية والأكثر دقة في رؤية ما حدث في منطقة البحر الأحمر، أكثر حتى من الأميركي.. لأن الأميركي لا يريد أن يقول انهزم، لأن هذه الهزيمة ستسري على مناطق كثيرة، وتحول النفوذ الأميركي في البحار من النفوذ المطلق إلى النفوذ الذي يواجه قوى مثل ما عليه الآن في بحر الصين الجنوبي، حيث هناك تحول كبير له علاقة بإرادة الدول، التي تعتقد الآن أنها لا يمكن أن تشعر بالحماية 100%.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..