وفيما يتعلق بحرب الابادة في غزة قال الباحث الاستاذ حسن حجازي: نظراً لمتابعة هذه المسألة تحديداً في النقاش الداخلي هذا أمر غير مستغرب لأن هذه السياسة دعا إليها مجموعة من السياسيين والناشطين والأوساط المقربة من اليمين الإسرائيلي التي دعت إلى منع الماء والدواء والكهرباء وحتى لو كان بالإمكان منع الهواء عن الفلسطينيين.
وتابع أن حس الانتقام لا يزال قائما لدى المسؤولين الصهاينة وهذا جزء من معاقبة الفلسطينيين من ناحية الثأر منهم على ما حصل في السابع من أكتوبر، ومن ناحية أخرى العمل على تأكيد حالة الإبادة يعني أساليب الإبادة عبر القتل والتدمير والقصف بالطائرات وغيرها لم ترو غريزة الاحتلال في ممارسة إجرامه إنما ذهب إلى أسلوب جديد وهو القتل عبر التجويع لأن هناك أهداف وأغراض للكيان الصهيوني يريد الوصول إلى أيام خلف هذه العملية .
وحول قصف المستشفيات وإعلان وزارة الصحة في غزة أشار أن المستشفيات سجلت 15 حالة وفاة بينهم 4 أطفال بسبب المجاعة في قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية قال حجازي: هذا جزء من الإجرام المنظم الذي يمارسه كيان الاحتلال وهناك أهداف واضحة، الهدف الأساسي لدى اليمين الصهيوني هو تصفية الشعب الفلسطيني تصفية إما عبر القتل أو عبر التهجير وهذا لم يعد بإمكان أحد أن ينكر ان من يقتل ما يقارب خمسين أو ستين ألف فلسطيني ويجرح العشرات الألاف الآخرين ويذهب إلى تدمير قطاع غزة بشكل شبه كامل فهو يسعى إلى إبادة شعب .
مضيفا أن هذه عملية جزء من الإبادة وتصفية القضية الفلسطينية بالكامل. مبينا ان الاحتلال يضع الفلسطينيين أمام خيارين لا ثالث لهما أما الرحيل أو القتل يعني سموتريتش لديه نظرية "بنظرية الحسم" التي تقول أن الفلسطينيين مخيرين بين الرحيل أو القتل أو الاستسلام .
وتابع أن خيار الاستسلام حتى لم يعد مطروحا لدى الإسرائيليين إنما خيار القتل أو الرحيل التجويع جزء من عملية قتل التي مارسها الاحتلال كما أنه يريد الضغط من خلال هذه المسألة على المقاومة الفلسطينية لدفعها للتنازل عن أوراقها بالكامل, بالتنازل عن كل ما لديها وسيباشر الاحتلال بعملية تهجير وحسم هذه القضية بشكل كامل مشيرا الى ان قضية التجويع تستخدم من أجل تحقيق الأهداف التي عجز الاحتلال عن تحقيقها.
وفيما يتعلق بحرب التجويع في غزة وان تتحول إلى نقطة ضغط أخلاقية على الكيان الإسرائيلي في الغرب قال حجازي: حقيقة ربما يتأثر بعض الإعلام الإسرائيلي بما يجري من انتقادات وملاحقات قانونية لبعض الجنود الإسرائيليين والصورة التي تظهر الاحتلال بالمظهر القبيح لكن في حساب نتنياهو يكفي أن يذهب كأول زعيم ليلتقي الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض. يكفي أن يحظى بكل الدعم الكامل على مستوى خطوات العسكرية ومغامراته في المنطقة ليس هناك دولة تفتح حرب دائمة على سبع جبهات يقول الاحتلال أنه يواجه حرب هو يمارس عدوانا على سبع دول.
وبين ولكنه لا يلاقى موقف معترض لم يطرح حتى في مجلس الأمن أو في المؤسسات الدولية إدانة لكيان الاحتلال. حقيقة نتنياهو يدرك أن ما يفعله جيش الاحتلال يؤدي إلى هذا النتيجة لكن هو غير مكترث حقيقة لأن هناك أهداف يضعها في حساباته وهي الوصول إلى محاولة القضاء على مقاومة في قطاع غاز دفعها للإستسلام أو إجبارها على الخروج من القطاع وتقديم ما لديها من أوراق في سبيل الوصول إلى هذا الهدف يعني يمكن للاحتلال أن يتحمل هذا المشهد الذي كما قلنا أن لديه من الرعاة الدوليين الذين سيعملون على تغيير هذه الصورة يعني هو مطمئن على وضعه رغم كل هذه الإدانة الدولية.
وفيما يتعلق انه هل سينجح نتنياهو في عزل صور التجويع عن نتائج المعركة السياسية والعسكرية على الأرض؟ قال الباحث حسن حجازي:حقيقةً هذه المسألة إذا كانت على المستوى الداخلي قد تخرج بعض الأصوات المعترضة ليست خوفاً على هؤلاء إنما لأن مشهد هذا الإجرام بحق الإنسانية بحق الأطفال وبحق المدنيين في قطاع غزة يعكس صورة سلبية للإصلاح في الخارج هم لا يريدون لهذه الصورة أن تترسخ في وعي الناس.
المزيد من التفاصيل في الفيديو المرفق..