على أعقاب الجولة الثالثة من محادثات السلام بين موسكو وكييف في إسطنبول، تُقام المحادثات في ظل توتر مستمر من الطرفين حيث إنهما متباعدان جذريًا. روسيا ترفض تقديم تنازلات جوهرية، وأوكرانيا تطالب بوقف الحرب فورًا.
وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن مجرد مشاركة كبار المسؤولين الأوكرانيين، حتى على مستوى قمة، هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع، مؤكدًا أن بلاده لا ترغب في الحرب.
"قد اجتمعنا مع فريق التفاوض واتفقنا على جدول الأعمال الدقيق للاجتماع. الأمر يتعلق بالعمل على وقف إطلاق النار. هذا ما يطالب به العالم أجمع روسيا. يتعلق الأمر بعقد اجتماع للقادة. هذا ما يمكن أن يُقرّب السلام. لم ترغب أوكرانيا قط في الحرب، وعلى روسيا إنهاء هذه الحرب التي أشعلتها بنفسها."
في المقابل، أعلن الكرملين أنه لا يتوقع إحراز تقدم كبير في المفاوضات المقبلة بين روسيا وأوكرانيا في تركيا، مؤكدًا أن موسكو عازمة على التمسك بشروطها. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه لا يوجد بالطبع أي سبب يدفع للأمل في إحراز تقدم خارق، لكن بلاده تعتزم الدفاع عن مصالحها وضمانها، وتنفيذ المهام التي حددتها منذ البداية.
وفي آخر التطورات الميدانية، أعلن زيلينسكي فقدان بلاده أولى مقاتلاتها الفرنسية من طراز ميراج 2000 في حادث تحطم، ويُمثل هذا الحادث ضربة لقدرات الدفاع الجوي الأوكراني. كما أعلنت كييف مقتل فتى إثر ضربات صاروخية واستهداف مسيّر لمدينة كراماتورسك الواقعة على خطوط الجبهة الشرقية، وجرح أكثر من اثني عشر شخصًا في أنحاء البلاد.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية ن أنظمة دفاعها الجوي دمرت ثلاثًا وثلاثين طائرة مسيّرة أوكرانية في ست مناطق.
على الرغم من التحديات، تعلن الحكومة الأوكرانية اعتمادها على دفاع متكامل يدمج بين الحرب الإلكترونية والتدخلات الميدانية، بهدف مواجهة الهجمات المتصاعدة واستعادة الأمن والاستقرار في قطاع الطاقة الحيوي. وزير الداخلية الأوكراني قال إن استهداف شبكة الطاقة هو هدف استراتيجي للعدو، ووزير الطاقة أكد أن التيار الكهربائي لم يتعرض لانقطاعات حتى الآن، لكن الوضع يبقى هشًا ومهددًا بالتغير.
فيما تشهد مدينة بوكروفسك في محافظة دونيتسك مأساة إنسانية حادة مع حصار نفسي ومادي للسكان، وسط عجز شبه تام عن الإجلاء وتدمير للبنى التحتية، وما زال أكثر من ألف وأربعمئة مدني محاصرين داخل المدينة، والتعزيز المستمر للهجمات جعل عمليات الإخلاء شبه مستحيلة.