-الدول الأوروبية الثلاث التي تتهم طهران بعدم احترام التزاماتها في إطار الاتفاق النووي، وتهدد بتفعيل "آلية الزناد" وإعادة فرض الحظر الدولي على إيران في حال تراجعت عن الوفاء بالتزاماتها بموجبه، هي نفسها:
- لم تف بتعهداتها في الاتفاق منذ انسحاب واشنطن منه عام 2018، واعترف قادتها اكثر من مرة، بانهم فشلوا في ايجاد الية للتخفيف من آثار الحظر الأميركي، وان العديد من الشركات الغربية اضطرت إلى مغادرة إيران، امتثالا للحظر الامريكي.
-كانت اكثر الاطراف الاخرى في الاتفاق، معرفة بالفرص التي وضعتها ايران امامها والتي استمرت اكثر من عام، بعد انسحاب امريكا من الاتفاق، على امل ان تعوض اوروبا بعض الخسائر التي تحملتها ايران جراء الانسحاب الامريكي من الاتفاق، بينما لم تحرك اوروبا ساكنا.
-كانت شاهدة على حسن نوايا ايران، عندما قبلت ان تدخل في مفاوضات نووية غير مباشرة مع امريكا، رغم التاريخ الاسود للاخيرة في نكثها للعهود، وانها كانت السبب الرئيسي لما وصل اليه الاتفاق النووي اليوم، ولكن في خضم استعدادات ايران لعقد الجولة السادسة من المفاوضات، غدرت امريكا وذيلها القذر "اسرائيل"، وشنا عدوانا سافرا على ايران، استمر 12 يوما، استهدف المنشات النووية واغتيال العديد من القادة العسكريين والعلماء النوويين والمدنيين اغلبهم من الاطفال والنساء.
-لم تتخذ موقفا محايدا من العدوان الامريكي الاسرائيلي على ايران فحسب بل قامت بتبريره، حيث صرح المستشار الالماني فريديرش ان "اسرائيل" تقوم بمهمة قذرة نيابة عنّا!!. واللافت ان المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن غيزه يعلن صراحة ان "إعادة فرض الحظر يظل خيارا مطروحا إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي بحلول نهاية أغسطس/آب"، متناسيا ان ايران هي الطرف الوحيد الساعي لحل دبلوماسي للملف النووي.
-لذلك لا تنظر ايران الى دعوة الاوروبيين لها لاجراء جولة مباحثات في مدينة إسطنبول التركية يوم غد الجمعة، وسط تصاعد التهديدات بشأن تفعيل "آلية الزناد، على انه تحرك اوروبي صرف هدفه نزع فتيل ألازمة، بل على العكس هو محاولة لاشعال فتيل الازمة اكثر مما هي مشتعلة، فالتحرك الاوروبي لم ولن يكون مستقلا بل ياتي في سياق السياسية الامريكية التي يتم بلورتها في كواليس اللوبيات الصهيونية في امريكا وفي تل ابيب.
-العالم اجمع يدرك إن تفعيل آلية الزناد إجراء غير قانوني بالكامل، فاوروبا لا تملك أي مبرر قانوني للقيام بذلك، لانها اوقفت تنفيذ الاتفاق النووي منذ 7 سنوات، وتوقفت عن التزاماتها بعد انسحاب أميركا منه، لذلك تعتبر هي المتهمة وعليها ان تثبت براءتها اولا وليس ايران. كل ما فعلته ايران انها خفضت التزاماتها في مقابل انسحاب امريكا ونكث اوروبا لوعودها.
-ايران ترى ان الأوروبيين لم يدينوا العدوان العسكري للكيان الصهيوني وامريكا على إيران ومنشآتها النووية، مما يعني-أنهم خرقوا الاتفاق، وبالتالي لا يحق لهم قانونيا تفعيل آلية الزناد.
-ايران وانطلاقا من المبدا الثابت لديها بترجيح الدبلوماسية على الخيارات الاخرى، ستشارك في جولة اسطنبول لإقناع الدول الثلاث بعدم تفعيل آلية الزناد، والتأكيد أن تفعيلها لا يخدم مصلحة أي طرف، فلدى طهران خيارات تصعيدية في حال اعيد تفعيل الآلية، وهي خيارات لا تصب في صالح اوروبا وامريكا.