ولفتت حمدان إلى أنه عندما نتحدث عن أزمة الاستجابة الإنسانية أو إدخال المواد الغذائية إلى القطاع، نواجه الحصار المفروض على قطاع غزة، بالإضافة إلى آلية التوزيع التي تديرها ما تُعرف بمؤسسة غزة الإنسانية، والتي تُعد بمثابة مصائد للموت. حتى هذه اللحظة، سقط أكثر من ألف شخص أثناء انتظارهم الحصول على الغذاء، وهو حق مشروع لكل السكان في هذه الظروف العصيبة.
وحذرت من أن مستويات انعدام الأمن الغذائي في تدهور مستمر، وهي مستويات غير مسبوقة ومقلقة للغاية، حيث تعكس أعداد حالات سوء التغذية، خصوصاً بين الأطفال، تدهوراً خطيراً في هذا الجانب. فهناك على الأقل 5500 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، منهم ما لا يقل عن 800 طفل في مرحلة سوء تغذية حاد وخطير جداً، ما يعني أنهم معرضون لخطر الموت جوعاً.
ونوهت حمدان إلى أن التحديات مستمرة، خاصة فيما يتعلق بعمل الأونروا، مشيرة إلى أن أكبر التحديات التي لا تزال تواجهها هي فرض الحصار على القطاع، وعدم السماح بدخول الشاحنات المكدسة على المعابر الحدودية مع قطاع غزة.
وأضافت: لدى الأونروا أكثر من ستة آلاف شاحنة محملة بالمواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية ومستلزمات المأوى، ولم يُسمح لها بالدخول منذ الثاني من مارس، مما يعمّق الأزمة الإنسانية، كون الأونروا هي المنظمة العالمية الأكبر التي تقدم هذه المساعدات.
شاهد أيضا.. تواصل سقوط الشهداء والجرحى في غزة جراء العدوان الإسرائيلي + فيديو
وأشارت حمدان إلى أن مخازن الأونروا قد نفد منها المخزون الغذائي منذ أسابيع، وبالتالي يسوء الوضع فيما يتعلق بالأمن الغذائي وباقي الخدمات أيضاً. لا تزال الأونروا تدير خمسة مراكز صحية و25 نقطة طبية متنقلة، لكنها تعاني من نقص في الأدوية والمستلزمات بنسبة تزيد عن 50% بسبب الحصار الذي يشكل جوهر المشكلة.
واعتبرت حمدان أن الحصار المفروض على غزة منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس قد اشتد بشكل كبير، وتعاني منه معظم المنظمات الإنسانية، لكن الأونروا تعاني بشكل أكبر، خاصة بعد صدور قرارات الكنيست في بداية هذا العام التي تحظر التعامل معها، مما عرقل تقديم الخدمات الإنسانية داخل الأراضي الفلسطينية.
وشددت حمدان قائلة: نحن ملتزمون بالتفويض الممنوح لنا من الأمم المتحدة، ومستمرون في تقديم الخدمات حيثما وكيفما أمكن. التحديات موجودة بالتأكيد لأننا نتعامل مع بيئة غير عادية واستثنائية. الظروف التي يمر بها قطاع غزة غير مسبوقة على جميع الأصعدة. وبالنسبة للأونروا، نتحدث عن قصف منشآتها، حيث تشير التقارير الدورية إلى أن حوالي 300 منشأة تعرضت للقصف جزئياً أو كلياً وتضررت بشكل كبير. كما فقدنا، بكل حزن، 330 موظفاً منذ بدء الحرب، وهذا عدد غير مسبوق في تاريخ أي منظمة إغاثية خلال أي صراع، ويُعد انتهاكاً خطيراً.
وحول موضوع دخول المساعدات لسكان القطاع الذين ينتظرون الغذاء بفارغ الصبر، أكدت حمدان أن الضغوطات مستمرة والنقاشات مع الأطراف المعنية لا تتوقف. الأمم المتحدة تضغط في هذا الاتجاه لأن الظروف في قطاع غزة أصبحت غير محتملة، ولكن لا توجد حتى الآن تحديثات بخصوص شاحنات الأونروا.
وأشارت إلى أنه في الأيام والأسابيع القليلة الماضية سُمح لبعض المنظمات بإدخال عدد قليل من الشاحنات، لكن هذا العدد قليل جداً ولا يكفي لتلبية الاحتياجات الضخمة التي نتحدث عنها، وإلا لما وصل الوضع إلى الكارثة التي نراها في قطاع غزة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...