كما ألقى البرنامج الضوء على تركيز الإعلام العبري على تداعيات الجبهة اليمنية لإسناد غزة، فضلاً عن المعاناة التي يواجهها النازحون الإسرائيليون جراء الدمار الذي ألحقته بهم الصواريخ الإيرانية بالمنازل التي يسكنونها خلال الحرب مع إيران.
وفيما يخص النوايا المبيّتة لدى الاحتلال الإسرائيلي وتوقيت التصعيد والاعتداءات المتواصلة حتى اليوم، حيث جرى استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية من طراز "هيرميس" في بلدة برعشيت، أكد الباحث والكاتب السياسي أ. عبد الله قمح أن الحرب الأمنية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي مستمرة عملياً، ونحن نعيش فصولها يوميًا، وحزب الله يدرك ذلك تماماً. وأضاف أن من اللافت أنه في كل مرة يزور مبعوث أمريكي بيروت، يتبع ذلك مباشرة تصعيد في الغارات والاستهدافات الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الاستهدافات المتكررة للسيارات والآليات التابعة لعناصر المقاومة، ورصد تحركاتهم بشكل دائم، تأتي في سياق مشروع إسرائيلي يرمي إلى عرقلة عملية إعادة بناء قدرات المقاومة. فالأفراد المستهدَفون هم عناصر فاعلة في إعادة تنظيم البنية العسكرية للمقاومة جنوب لبنان.
وأوضح قمح أن الحديث عن "حرب أمنية مستمرة" يعني أن هدف إسرائيل الأساسي لم يتغير: إضعاف حزب الله. وقد باتت ترى أنها تمكّنت من ترسيخ مسار لتحقيق هذا الهدف، وهي ماضية فيه بلا توقف.
وأضاف أن محاولات لبنانية لاحتواء هذا المسار لم تلقَ آذاناً صاغية، فيما تشكّل زيارة المبعوث الأمريكي إيتان باراك دلالة إضافية على التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خصوصاً في ضوء ما تلاها من استهدافات مركّزة وقصف لمرتفعات تُعدّ من النقاط الحيوية للمقاومة.
شاهد أيضا.. هذا ما قاله جورج عبدالله بأول تصريح له بعد وصوله بيروت
ونوّه إلى أن استخدام الاحتلال لصواريخ اختراقية تصل إلى عمق الأرض، هو رسالة مفادها أن إسرائيل مستعدة لأداء الدور "بالنيابة" عن المجتمع الدولي، في حال لم تتعاون الدولة اللبنانية والولايات المتحدة لحصر سلاح المقاومة. وهذا يُظهر التكامل الواضح بين الدورين الأميركي والإسرائيلي في الضغط على حزب الله.
وبشأن خطوة فرنسا بالإفراج عن المناضل جورج عبد الله بعد 41 عاماً من اعتقاله، وعودته إلى بيروت، قال قمح إن هذه الخطوة تُعدّ وصمة عار ليس فقط على جبين فرنسا، بل أيضاً على الدولة اللبنانية بمؤسساتها كافة، إذ رغم العلاقات المتميزة بين البلدين، عجزت الحكومات اللبنانية المتعاقبة عن تحقيق أي تقدّم حقيقي في هذا الملف. وحتى المطالبات اللبنانية المتواضعة كانت تُقابل برفض واستخفاف فرنسي.
وأشاد قمح بـ دور المحامي والمناضل جورج عبد الله نفسه، الذي بقي ثابتاً على مواقفه، وساهم نضاله في الوصول إلى هذه اللحظة، معتبراً أن استمرار اعتقاله طوال هذه السنوات كان نتيجة للإرادة الأميركية-الإسرائيلية، التي طالما أصرت على إبقائه خلف القضبان.
وذكّر بأن محكومية عبد الله انتهت في العام 1999، أي منذ أكثر من 25 عاماً، ومع ذلك بقي معتقلاً من دون مسوغ قانوني، لافتاً إلى أن جورج عبد الله يُعدّ أطول سجين سياسي في أوروبا، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان من قِبل دولة تدّعي أنها مهد الثورة والحرية.
وتطرق البرنامج إلى موضوع تصويت الكنيست الإسرائيلي، أستاذ عبد الله قمح، على مشروع قرار لضم الضفة الغربية وغور الأردن الذي استحوذ على اهتمام الإعلام العبري وعلى المعلقين والخبراء، وهذا أحدهم كما سنشاهد الآن.
كما ألقى البرنامج الضوء على نشر الإعلام العبري إحصاءات رسمية جديدة عن عدد القتلى والمصابين في صفوف الجنود الإسرائيليين، وهي صادرة عن وزارة الحرب الإسرائيلية، مشيراً إلى أن هذه الإحصاءات صادمة بالفعل.
ضيف البرنامج:
-الباحث والكاتب السياسي أ.عبد الله قمح
التفاصيل في الفيديو المرفق ...