لبنان أمام تحدي التهديد، الأميركي يريد استسلاما، الدولة والمقاومة موقف موحد، السلاح شأن داخلي.
في كل زيارة يقوم بها الموفد الأميركي إلى لبنان، توماس براك، تتعدد القراءات وتُنسج الأخبار والروايات على طريقة كل يغني على ليلاه، لكن ليلى قناة "العربية" كانت مختلفة عن كل ليلى الأخرين، فهي زعمت بأن "حزب الله ينوي الاصطدام مع الدولة والجيش اللبناني لأنه لا يريد تسليم السلاح".
لم تكتف قناة بهذه المزاعم بل ذهبت أيضا إلى ما هو أبعد من ذلك، وهي الفتنة بين اللبنانيين والفتنة بين الشيعة أنفسهم، بين حزب الله وحركة أمل.
من الصدام مع الجيش اللبناني إلى الترويج للحرب الإسرائيلية على لبنان ذهبت قناة "العربية" إلى تبني فكرة النزاع الشيعي _ الشيعي التي تروج لها عبر استضافتها لضيوف ينسجون على مثل هذه الروايات التي ليس لها أي أساس من الصحة، فالحديث عن نزاع شيعي _ شيعي ليس موجودا إلا في مخيلة قناة "العربية"، والواقع يشهد في لبنان أن الشيعة في لبنان لم يشهدوا هذا التضامن وهذا الموقف الواحد منذ أن تأسس لبنان، فحزب الله وحركة أمل متطابقين في الموقف على مختلف المستويات الميدانية والسياسية والإعلامية والانتخابية.
وقناة "العربية" التي تريد أن يصدق البعض مزاعمها حول لبنان، كان حزب الله لها بالمرصاد ولغيرها من الوسائل الأخرى التي تنسج على نفس النسيج، حيث أصدر بيانا واضحا نفى فيه مزاعم قناة "العربية" عما تحدثت به بأنه جاهز للاصطدام مع الجيش اللبناني.
لكن كيف لعاقل أن يصدق بأن حزب الله لديه نية للاصطدام مع الدولة اللبنانية، فهو جزء لا يتجزأ من هذه الدولة اللبنانية، وهو بحسب المعايير الطائفية في لبنان التي يقوم عليها الحكم يعتبر على الأقل ثلث هذه الدولة اللبنانية في كل المؤسسات وهو الجهة الأكثر تمثيلا على المستوى الشعبي والانتخابي، وهو الحاصل على أكبر نسبة تصويت عند اللبنانيين في كل الدوائر الانتخابية، بل هو الذي دعى إلى المعادلة الشهيرة التي لا تزال تحكم مسار لبنان وهي "جيش وشعب ومقاومة"، وبالتالي مثل هذه الأكاذيب لا يمكن أن تنطلي على أحد، فحزب الله من أكثر المتعاونين مع الدولة اللبنانية في صياغة موقف لبناني واحد.
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..