لأول مرة في تاريخ إيران، يدشن مشروع وطني ضخم يتمثل في نقل مياه بحر عمان إلى محافظة أصفهان، في خطوة تعد تحولا إستراتيجيا في معادلة الأمن المائي للبلاد. هذا المشروع العملاق، الذي ينفذ على مرحلتين، يشمل إنشاء خط أنابيب بطول ثمانمئة كيلومتر، ومحطات ضخ وخزانات عملاقة، وينقل في مرحلته الأولى نحو سبعين مليون متر مكعب من المياه، على أن يصل في المرحلة الثانية إلى اربعمئة مليون متر مكعب سنويا.
شاهد ايضا.. اختبار صاروخ "قاصد" .. خطوة استراتيجية في برنامج الفضاء الإيراني
وقال محافظ محافظة إصفهان، مهدي جمالي نجاد، ان "أحد تلك المشاريع القيمة للغاية هو مشروع نقل مياه البحر إلى هضبة إيران المركزية، وبشكل خاص الى أصفهان، يعد هذا المشروع من المشاريع الوطنية الحيوية، إذ يوفر 70 سبعين مليون متر مكعب من مياه البحر سنويا لتغذية الصناعات الكبرى، مثل مصفاة أصفهان وشركة فولاد مبارك".
تنفيذ المشروع يجسد إرادة وطنية صلبة تجاوزت التحديات الاقتصادية والتقنية، نحو تأمين مصادر مائية جديدة للمحافظة بعد عقود من المعاناة مع الجفاف ونقص المياه لترسم بداية فصل جديد في إدارة الموارد المائية، وتمهد لطوق نجاة إستراتيجي يعيد التوازن بين الصناعة والبيئة في قلب الهضبة الإيرانية.
واشار مدير عام شركة إصفهان للصلب، أردشير أفضلي الى ان "الآن، ولحسن الحظ، مع وصول مياه بحر عمان فعليا إلى أصفهان، توفر قدر من الأمان المائي للمصنع، مما يتيح لنا مواصلة الإنتاج براحة واطمئنان ".
وقال مسؤول اخر"هذا الجزء الذي تفضلتم بمشاهدته، وهو تقاطع خط السكة الحديد في أصفهان، كان من أصعب مراحل المشروع. فقد كانت المنطقة صخرية بالكامل، وتم تنفيذ العمل على عمق أربعة أمتار، واستغرق الإنجاز حوالي مئة وعشرين يوما لعبور هذا الجزء المعقد".
المشروع يهدف إلى دعم التنمية المستدامة، ويعد أحد أكبر مشاريع البنية التحتية في الشرق الاوسط. ومن المتوقع أن تسهم المراحل القادمة، لا سيما المرحلة الثانية، في إحياء نهر زاينده رود بشكل غير مباشر، من خلال تقليل الضغط الصناعي عليه، دون التوسع في الصناعات الكبرى كثيفة الاستهلاك للمياه.