حُكِمَ بالإعدام على موسمٍ زراعيٍّ كامل بعد أن دُفِنَ شريان الحياة تحت الإسمنت. رُدِمَ البئر الذي كان اختراعاً فلسطينياً صامداً في وجه حصار بلدة بيت دجن شرق نابلس، والذي استغرق سنواتٍ من الجهد والبناء في أرضٍ مصنفة حسب اتفاقية أوسلو، ليصبح رمزاً للصمود الزراعي في المنطقة.
يقول أحد المزارعين: "كنا ننشئ هذا البئر بأموال باهظة تفوق مليوني شيكل. جاؤوا وردموا البئر وصبوا الإسمنت، وقاموا بمصادرة اللوحات الكهربائية وعددها أربع لوحات، ومصادرة خمس مضخات مياه. أبلغونا أن العمل ممنوع بحجة عدم الترخيص، وليست هذه الحجة الحقيقية، وإنما الحجة هي أن هذا البئر يزود منطقة الزاوية المهددة بالاستيطان والمصادرة."
بعد تزايد البطالة في صفوف الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في الداخل المحتل، رأى الأهالي في هذا البئر فرصة للعودة إلى الأرض التي يطمع الاحتلال في مصادرتها لصالح مستوطنيه.
شاهد أيضا.. المجاعة في غزة بين الإستنكار الدولي والإنكار الإسرائيلي
وقال مزارع: "نحن سبعة أخوة، ولا يوجد لنا عمل إلا هذه الأراضي. قبل الحرب كان بعضنا يعمل في المستوطنات و"إسرائيل"، فبعد الحرب لم يكن لدينا خيار إلا العمل في الأرض. تكلفة هذا المشروع تزيد عن مليون ومئتي ألف شيكل. عندما أغلقوا بئر المياه، كيف سأسقي المزروعات؟ من أين سأسد المصاريف؟ أين سأذهب؟ من أين سأطعم عائلتي؟ بالتأكيد هذا الزرع خلال ثلاثة أيام إذا لم يُسقَ سيذبل كله، ومعه المزرعة كاملة."
محاولات الاحتلال مستمرة لإجهاض جهود المزارعين وقتل المحاصيل الزراعية وإلحاق خسائر اقتصادية فادحة بملايين الشواكل.
وقال عاصم أبو حنيش عضو هيئة إدارية بالاغاثة الزراعية:"في جميع القرى التي نتدخل فيها، يوجد حصار قاتل من قبل الاحتلال لقطع الشريان الرئيسي للمزارعين وهو مصادر المياه."
في عموم الضفة الغربية، لا يكتفي الاحتلال بمصادرة الأرض، بل يجفف الحياة من جذورها. يستهدف مصادر المياه، ويدمر مواسم الزراعة، ويترك آلاف العائلات في مهب الفقر.
اعتداءات تقضي على الموسم وتترك الأرض لمصير مجهول دون إنذار سابق أو تعويض، في سياسة قديمة جديدة يتبعها الاحتلال لقطع سبل العيش عن الفلسطينيين.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...