بعد 22 شهراً من حرب الإبادة، وبعد عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين، تعترف للمرة الأولى منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان بأن الجيش الإسرائيلي يرتكب مجازر إبادة في قطاع غزة، وتطالبان بوقفها.
المنظمتان هما "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان". ووفقاً للمنظمتين، فإن ما يُرتكب من مجازر في قطاع غزة لا يمكن السكوت عنه، وأن مصير أكثر من مليوني فلسطيني هناك بات مجهولاً.
وأشارت "بتسيلم" في تقريرها إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار تؤكد أن ما حدث في القطاع لم يكن حرباً، وإنما عملية تطهير عرقي.
وقالت يولي نوفاك المديرة التنفيذية لبتسليم:"إسرائيل" تنفذ إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. ليس من المفترض أن تحدث إبادة جماعية، لا هنا ولا في أي مكان آخر، ولا في أي حال من الأحوال. إنها من الأمور التي لا يمكن أن يكون لها مبرر."
شاهد أيضا.. الأونروا: أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث الآن في قطاع غزة
وعلى الرغم من أن اعتراف المؤسسات الحقوقية الإسرائيلية جاء متأخراً، إلا أنه سيساعد في تحشيد الضغط الشعبي على حكومة نتنياهو. إضافة إلى أن اعتراف المؤسسات الإسرائيلية بالجرائم التي ارتُكبت في القطاع قد يكون قرينة قوية بيد الفلسطينيين لمحاسبة الاحتلال مستقبلاً.
وقال أحمد غنيم القيادي في حركة فتح:"استيقاظ الضمير الإنساني على المستوى الدولي وهذا التآكل في صورة دولة الاحتلال في المجتمع الدولي دفع بعض الإسرائيليين إلى محاولة تجميل الصورة الإسرائيلية. "هذا كوزماتيك لدولة الاحتلال، هذا يعني ليس استيقاظاً للضمير داخل هذا المجتمع، وإنما محاولة لإنقاذ الصورة التي تهشمت في المجتمع الدولي - صورة الاحتلال."
لكن رغم اعتراف "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان" بجرائم الاحتلال، فإنهم ألقوا أيضاً تهماً على المقاومة الفلسطينية في محاولة للمساواة بين الضحية والجلاد.
إقحام المؤسسات الإسرائيلية الحقوقية للمقاومة الفلسطينية في تقاريرها هو محاولة بشكل أو بآخر لتبرير مجازر الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...