ومع استمرار التصعيد الميداني، شدّد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان على أن ما سماها معركة الكرامة لن تتوقف إلا بتحرير كل شبر من البلاد من سيطرة قوات الدعم السريع. البرهان أكد أن القوات المسلحة ستلاحق المتمردين في أي مكان، من الخرطوم حتى دارفور، مشددًا على أن أمن العاصمة سيعاد عبر ضبط السلاح وإنهاء المظاهر المسلحة.
وفي مقابل ذلك التصعيد، أعلنت قوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية ضمّت حركات مسلحة من دارفور وكردفان، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرًا على تعمّق الانقسام الداخلي وتهديدًا لمستقبل وحدة البلاد. هذه الخطوة تزيد المشهد السياسي تعقيدًا وتفتح الباب أمام مزيد من التشظّي بين السلطات القائمة في الخرطوم والكيانات المناوئة لها في الغرب.
شاهد أيضا.. الكوليرا تجتاح دارفور.. وموتٌ لا يرحم في ظل حصار الدعم السريع
لكن بينما ترفع الحكومة شعار الحسم العسكري وتشتد المناورات السياسية، تتفاقم الأزمة الإنسانية في الميدان. فقد حذّر مسؤول صحي من ارتفاع وفيات الكوليرا في مدينة الفاشر ومناطق أخرى بغرب السودان، حيث تعيش مخيمات النازحين على وقع كارثة صحية متسارعة.
شبكة أطباء السودان أشارت إلى صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية، فيما أكدت تنسيقية النازحين في دارفور أن الوباء يتفشى بسرعة في المخيمات التي تفتقر إلى مقومات الرعاية الأساسية.
وفي ظل هذا الحصار الخانق، حذّر برنامج الأغذية العالمي من خطر مجاعة وشيكة تهدد عشرات الآلاف في الفاشر، بعدما ارتفعت أسعار الغذاء إلى مستويات غير مسبوقة، واضطر كثيرون للاعتماد على الأعلاف وما يتوفر من بقايا الطعام للبقاء على قيد الحياة.
هكذا تتقاطع معركة السلاح مع معركة البقاء، بين خطط التحرير العسكرية وحسابات الحكومات الموازية وصيحات الاستغاثة الإنسانية.
وفيما يترقب العالم خطوات لإنقاذ الأرواح وفتح ممرات آمنة، يظل المدنيون المحاصرين بين نار الحرب وشبح المجاعة والمرض… ينتظرون بارقة أمل.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...