فمن عمق الجغرافيا الايرانية تقطع قوافل الشاحنات المحملة بمعدات المواكب الحسينية والنذور والمساعدات الشعبية مسافات طويلة عبر الاراضي الايرانية، في رحلة تنظيمية دقيقة تجسد العزم والاصرار على خدمة زوار الاربعين.. هذا الطريق الطويل ينتهي عند آخر نقطة حدودية في جنوب غربي ايران، حيث تبدأ من هناك فعليا رحلة العشق الحسيني.
وقال أحد المشاركين في هذه القوافل، لمراسلتنا الزميلة فاطمة بويردة: أنا من محافظة يزد من قضاء بافت، من موكب مولى أبي عبد الله، منذ 3 أيام ونحن في الطريق، لم أسلك هذا الطريق من تلقاء نفسي، بل أن الامام الحسين هو من دعاني ومنذ نحو 8 سنوات نقيم موكبنا في أشد درجات الحرارة، موقعنا ثابت بين النجف وكربلاء.
وقال مشارك آخر لمراسلتنا: كل عام نأتي هنا نأخذ أوراقنا ونذهب الى الحدود، والأمور تمشي بسهولة ما شاء الله.
وقال أحد سائقي الشاحنات الذاهبة الى العراق، لمرسالتنا: حبا بالإمام الحسين عليه السلام أمشي في هذا الطريق كل عام، في السنة القادمة سأشارك أيضا إن شاء الله.
تتم عملية العبور بعد استكمال الاجراءات الجمركية وتسجيل المواكب في منظومة التشريفات الالكترونية وفق خطة تنظيمية متكاملة تسهل حركة الشاحنات وتضمن وصولها في الوقت المحدد.
إقرأ أيضا.. تعاون إيراني عراقي لتطوير الخدمات وتسهيل حركة زوار الأربعين
وقال أحد الموظفين المسؤولين عن تسجيل الشاحانت، لمراسلة قناة العالم: نطبع رقم الشاحنة ونطبع الاستمارة للأغراض الأمنية ومن بعدها نختم الاوراق لتذهب الشاحنة الى الجمرك من بعد ذلك تذهب الى منفذ شلامجة.
وقال رئيس لجنة إعمار العتبات المقدسة في محافظة خوزستان السيد محمود موسوي، لمراسلتنا: إنطلقت صباحا 1400 شاحنة ومما أعلمه أن إجراءات 200 شاحنة منها (وقت إعداد التقرير) قد انجزت وهي الآن في الطريق، وقد ارتفع عدد الشاحنات المرسلة لهذا العام بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي.
هذه القوافل القادمة من مختلف المحافظات الايرانية تنضم الى المواكب العراقية المنتشرة على مسار الزيارة في إطار تنسيق مشترك يهدف الى تعزيز الطاقة الخدمية والاستعابية لطريق المشاية.
وفي اطار الاستعدادات لموسم اربعينية الامام الحسين عليه السلام، من المتوقع عبور 4000 شاحنة محملة بمعدات المواكب الايرانية من منفذ شلمجة الى طريق المشاية بين النجف وكربلاء.