فمنذ وصول حزب البعث العراقي الى السلطة عام 1968 ميلادي وخاصة خلال فترة 24 عاما من حكم صدام، فقد قتل او فقد حوالي سبعة ملايين عراقي، حتى اليوم لا يزال مصير معظمهم مجهولا الى حد كبير.....
تبدأ القصة من هنا، من اللحظة التي كان قد بدأ أعتاد على كل شيء، وما عدا تفكيره ينشغل بالماضي، إلى أن حصلت حادثة أعادت كل الماضي من جديد. كان القدر يريد أن تعود ذكرى كل تلك الأيام الصعبة مرة أخرى. أيام قاسية لمدة 13 عاماً. 13 عاماً وهي فترة بحد ذاتها عمراً كاملاً.
ويقول الراوي كنت قد اعتدت على كل شيء وأصبحت مثل الجميع منشغلاً بحياتي اليومية، إلى أن احتجت للبحث عن صورة من فترة حياتي في معسكر رفعة. فذهبت إلى إطارات صوري القديمة، لكن كلما بحثت أكثر وجدت القليل ثم الأقل. كان كل ذكرياتي قد تلاشت من إطارات الصور، تماماً مثل ماضي وطني الذي طمسته عواصف الأحداث الدموية في التاريخ المعاصر.
ومع ذلك، لا تزال المياه الجارية والنخيل خضراء، وأهل هذه الأرض الصامدون والكادحون من أوائل العلامات التي يعرف بها بلاد الرافدين، والتي لن تُمحى أبداً من الذاكرة. في هذه البلاد، شهد التاريخ تعاقب الحضارات المختلفة وكان لها دور بارز في ازدهار الحضارة الإسلامية وانتشارها. لكن الأحداث التي تلت الحرب العالمية الأولى غيرت مصير بلاد ما بين النهرين، أو كما نسميها بلاد الرافدين، بشكل غريب لم يكن لأحد أن يتوقعه.
بدأت أولى الأحداث المؤثرة في تاريخ العراق المعاصر منذ أن وطأت أقدام الاستعمار البريطاني هذه الأرض. فبعد الحرب العالمية الأولى، انتقلت إدارة شؤون العراق من الإمبراطورية العثمانية إلى بريطانيا، ليكون ذلك إلى جانب ترسيخ دعائم الاستعمار في المنطقة بداية لسلسلة من الأحداث الدموية في المستقبل.
المزيد بالفيديو المرفق..