وحول زيارة الدكتور علي لاريجاني، وما أخذته من حيز واسع في الإعلام العبري، ونظرة الكيان الإسرائيلي إليها، أوضح علي حيدر، المختص بالشؤون الإسرائيلية، أن هذه الزيارة تشكل محطة مهمة جدًا في العقل الاستراتيجي الإسرائيلي، بغضّ النظر عن حجم انعكاسها في الإعلام، نظرًا لوجود ملفات أخرى طاغية في" إسرائيل"، سواء ما يتعلق بغزة أو إيران أو الوضع الداخلي أو الاقتصادي أو حتى الملف اللبناني.
ولفت حيدر إلى أن أهمية هذه الزيارة، من منظور استراتيجي إسرائيلي، تكمن في أنها تعكس فشل الرهان الإسرائيلي على أن إيران، بعد الحرب الأخيرة، ستنكفئ إلى الداخل نتيجة إخفاقاتها. فـ"إسرائيل" راهنت على إسقاط النظام الإيراني أو إضعافه أو تقييده باتفاقات سياسية أو على الأقل شلّ نشاطه الخارجي، لكن الزيارة أثبتت أن إيران ما زالت حاضرة وبقوة في الملفات الإقليمية، وأنها ماضية في مواصلة برامجها الداخلية، إضافة إلى دورها الفاعل إقليميًا.
وبيّن حيدر أن هناك أبعادًا عدة للزيارة:
1- شخصية الزائر: رئيس منظومة الأمن القومي الإيراني، الدكتور علي لاريجاني.
2-التوقيت: في ظل الظروف السياسية والعسكرية والإقليمية الحالية.
3-وجهة الزيارة: إلى كلٍّ من العراق ولبنان، وما تحمله من دلالات أمريكية وإيرانية.
وأشار حيدر إلى أن مجيء لاريجاني يعكس أن الملف العراقي–اللبناني يحتل موقعًا متقدمًا في اهتمامات الأمن القومي الإيراني، وأن علاقات إيران مع حلفائها ما زالت قوية، إذ تتحرك دبلوماسيًا وأمنيًا عبر هذين البلدين. والعراق، بما يمثله من مدى حيوي للأمن القومي الإيراني، شهد توقيع اتفاقيات أمنية أثارت استياء الولايات المتحدة.
شاهد أيضا.. من طهران إلى بيروت… إيران تجدد وقوفها إلى جانب لبنان في كل الظروف
أما لبنان، فأوضح حيدر أنه يقع ضمن المدى الحيوي الإسرائيلي. ورغم تحقيق "إسرائيل" بعض الضربات العسكرية، فإنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها الكاملة، إذ لا يزال حزب الله يشكل تهديدًا وعقبة أمام المشروع الأمريكي والطموحات الإسرائيلية. وهنا، جاءت إيران لتقول للإسرائيليين والأمريكيين وحتى للسعوديين: لا يمكنكم استغلال الظروف الداخلية في إيران أو التطورات الإقليمية للاستفراد بالمقاومة في لبنان، فنحن ما زلنا حاضرين في هذه الساحة بكل قوتنا.
وأضاف حيدر أن هذا الحضور الإيراني يطرح أسئلة أساسية أمام الأطراف الثلاثة (الإسرائيلي، السعودي، الأمريكي): ما هي الخطوة التالية؟ هل سيتعاملون بواقعية مع وجود إيران، ويدخلون في حوار يجنّب المنطقة الانفجار، أم سيواصلون مخططاتهم متجاهلين الرسائل التي حملتها الزيارة؟ مؤكدًا أن شخصية لاريجاني وتوقيت زيارته يشكلان التزامًا ضمنيًا بأن إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي، وأنها سترد وفق ما تملكه من أوراق، وهو ما يثير قلق الكيان الإسرائيلي.
ضيف البرنامج:
- علي حيدر، المختص بالشؤون الإسرائيلية
التفاصيل في الفيديو المرفق..