يعتبر نبات "باريجه" من النباتات الطبية والصناعية قليلة المياه والمعمرة في إيران، ويبدأ بإفراز صمغ عطري منذ السنة الرابعة أو الخامسة من عمره.
باریجه بالعربية : قناء شق أو القِنَّة أو البَارْزَذ أو البَارْزَد أو الحلبينة أو صمغ راتينجي (الاسم العلمي: Ferula gummosa) نبات من جنس الكلخ والفصيلة الخيمية.
يستخدم هذا الصمغ في الطب التقليدي، كما يشكل أحد المكونات الأساسية في صناعة العطور العالمية، حيث يعمل على تثبيت وتعزيز رائحة العطور الفاخرة.

قيمة عالية وأسواق دولية
تشير التقارير إلى أن صمغ باريجه في خراسان الشمالية يتمتع بجودة عالية ونقاء نادر، ما جعله يحظى بطلب مستمر من الأسواق الأوروبية، وخاصة في فرنسا وإيطاليا. تُستخرج الزيوت العطرية من هذا الصمغ عبر عمليات تقطير متقدمة في مشهد وطهران، ليُصدر بعدها إلى الدول المستوردة حيث يُستخدم كعامل مثبت للروائح في صناعة العطور.
عملية جمع الصمغ وإنتاج الزيت العطري
في أواخر فصل الربيع، يقوم المزارعون بعمل شقوق صغيرة في جذور النبات لتحرير الصمغ الأبيض العطري، الذي يتحول تدريجياً إلى مادة لزجة تشبه الكهرمان تحت أشعة الشمس. يتم جمع الصمغ بعد أن يجف جزئياً، ويُغلف في عبوات صحية قبل نقله إلى مصانع التقطير لاستخراج الزيت العطري النقي.

الزراعة المحمية والحفاظ على النبات
مع تزايد الضغط على النباتات البرية في الماضي، تبنت السلطات المحلية مشاريع لتربية وزراعة باريجه في مزارع محمية. ساعد هذا النهج على حماية التنوع البيولوجي وضمان إنتاج مستدام لتلبية الطلب العالمي.
محمدرضا كياني، مزارع من قرية جليان في شيروان ويشرف على مزرعة تمتد على أربعة هكتارات، يقول:
"نبات باريجه لا يناسب من يفتقرون للصبر، فهو يحتاج سنوات لتنضج جذوره، لكن عند الحصاد يكون مجزياً جداً، وأسواقه مضمونة، حتى أن التجار يشترون مباشرة لتصديره إلى مصانع العطور الأوروبية."
الفوائد البيئية
يعتبر زراعة باريجه متوافقة مع البيئة، إذ تساعد جذوره القوية على تثبيت التربة ومنع التعرية في الأراضي المنحدرة، كما أنه لا يحتاج إلى أسمدة كيميائية مما يحافظ على توازن التربة الطبيعي.

تقول سارة مقدسي، خبيرة النباتات الطبية:
"باريجه يتميز بتوافقه مع البيئة وقيمته التصديرية العالية. سعر كل غرام من زيت باريجه في الأسواق العالمية يفوق وزنه، مما يخلق قيمة مضافة كبيرة للمزارعين."
ويُعد نبات باريجه في خراسان الشمالية من الكنوز الطبيعية الإيرانية التي يمكن أن تسهم في تنمية الاقتصاد الوطني عبر تعزيز الصادرات غير النفطية وحماية الموارد البيئية، وهو مثال حي على الإمكانيات الكبيرة التي تختزنها الطبيعة الإيرانية، من قلب الجبال الصخرية حتى أسواق العطور العالمية في أوروبا.
العطور التالية هي من أشهر العطور التي تلعب فيها رائحة باريجه دورًا مهمًا أو تُعد جزءًا من الروائح السائدة فيها.
