تتصاعد التحركات الدولية لإيجاد تسوية للحرب في أوكرانيا، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يستبعد وقفا فوريا لإطلاق النار، مؤكدا أن 'الطريق الأقصر' هو التوصل مباشرة إلى اتفاق سلام مع موسكو، وذلك عقب قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
وفي أوروبا، يسابق قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الزمن عبر مؤتمر بالفيديو الأحد لمناقشة ضمانات أمنية لكييف في إطار أي اتفاق محتمل؛ وأكد الزعماء الأوروبيون في بيان مشترك أن اتخاذ القرارات المتعلقة بالأراضي الاوكرانية يعود لكييف متعهدين بمواصلة الضغط على موسكو.
وفيما يتضح أن البحث عن حل تفاوضي لا يزال صعبا للغاية؛ لخّصت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الوضع واتهمت بوتين بعد القمة بالسعي إلى إطالة أمد المفاوضات دون أي التزام بإنهاء إراقة الدماء، مضيفة أن الحقيقة المحزنة هي أن روسيا لا تنوي إنهاء هذه الحرب في أي وقت قريب.
ويبدو أن ترامب الذي وبالرغم من استعداده لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا؛ أصبح يؤيد اقتراحا من روسيا بتعزيز وجودها في شرق أوكرانيا، وفق ما أفاد مسؤول مطلع على المحادثات الهاتفية بين ترامب وقادة أوروبيين.
وبحسب المصدر نفسه، يطالب الرئيس الروسي بأن تغادر أوكرانيا دونباس وبالتالي بالتنازل الكامل عن هذه المنطقة التي تشمل منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، كما يقترح تجميد القتال على جبهة منطقتي خيرسون وزابوريجيا جنوبا.
بعد قمة ألاسكا التي اتسمت مخرجاتها بالكثير من الغموض ولم تسفر عن أي صفقة أو تقدم ملموس، ينتقل التركيز الدبلوماسي إلى محادثات ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المرتقبة في واشنطن الاثنين. وقد رفض زيلينسكي حتى الآن أي تنازلات إقليمية قائلا إن يديه مقيدتان بالدستور؛ محذرا من أن رفض موسكو لوقف إطلاق النار يعقد الوضع.
وبهذا، تدخل الحرب عامها الرابع وسط توازن معقد بين مساعٍ دبلوماسية هشة وضغط عسكري متواصل على الجبهات.