دمشق وبشكل رسمي تتجه نحو التطبيع مع تل أبيب، فبعدما كان في قالب المفاوضات غير المعلنة أعلنت السلطات السورية الجديدة رسميا لقاء وزير خارجيتها أسعد الشيباني مع وفد اسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر والمبعوث الأمريكي توم باراك في العاصمة الفرنسية باريس، في لقاء هو الثاني خلال أقل من شهر.
ووفقا لوكالة "سانا" السورية الرسمية فإن اللقاء تناول مناقشة عدد من الملفات منها عدم التدخل بالشأن السوري الداخلي، والتوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة حسب تعبيرها، وخفض التصعيد ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل الاتفاق رقم 1974.
وقبل لقاء باريس المباشر بين الوفدين شهدت العاصمة الفرنسية أيضا لقاء آخر جمع المبعوث الاميركي بالزعيم الروحي للطائفة الدرزية في كيان الإحتلال الشيخ موفق طريف الذي وصف المحادثات بالإيجابية والمتفائلة، مشيرا إلى احتمال أن يشهد الدروز بعض الانفراج بعد أعمال عنف دامية شهدتها السويداء الشهر الماضي والتي سارع كيان الاحتلال خلالها بالتدخل عسكريا بحجة حماية الدروز.
إقرأ أيضا.. دمشق تعلن عن لقاء بين الشيباني ووفد إسرائيلي في باريس
ووفق موقع "اكسيوس" فإن إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تحاول التوسط بين تل أبيب ودمشق للتوصل الى إتفاق بشأن إنشاء ما وصفته بممر إنساني من كيان الإحتلال الى مدينة السويداء جنوبي سوريا بحجة تقديم المساعدة الى الطائفة الدرزية هناك.
ومنذ اندلاع الحرب على سوريا في عام 2011، لعب الجنوب السوري دورا حساسا في الحسابات الاسرائيلية، حيث عمل كيان الاحتلال على دعم الجماعات المسلحة، خصوصا في ريف القنيطرة المحاذي للجولان المحتل، وذلك ضمن استراتيجية اوسع تهدف لخلق حزام أمني غير معلن، الى أن وسع نطاق سيطرته في عمق الجنوب السوري بعد انهيار النظام السابق.
ومن منظور مشروع ما يسمى "إسرائيل الكبرى" والذي أعلن مؤخرا رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو تمسكه به، فإن توسيع السيطرة على القنيطرة ودرعا والسويداء ينظر إليه خطوة مرحلية نحو إعادة صياغة الحدود، خصوصا في ظل الإنهيار المؤسسي السوري وضعف الرد العربي.