قبل خمسة وخمسين عامًا، وتحديدًا في الحادي والعشرين من آب عام 1969، استيقظ العالم الإسلامي على جريمةٍ هزّت الوجدان، حين أقدم متطرفٌ يهودي على إشعال النار في المسجد الأقصى المبارك، في محاولةٍ لإحراق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ألسنة اللهب يومها أتت على أجزاء واسعة من المسجد، أبرزها منبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي، فيما كادت النيران تلتهم قبة المسجد القبلي لولا تضافر جهود المقدسيين الذين هبّوا لإطفائها.
الاعتداء الذي وقع تحت أنظار قوات الاحتلال أثار صدمةً وغضبًا عارمًا في العالمين العربي والإسلامي، وأسفر عن انعقاد أول قمةٍ إسلامية في الرباط، والتي شكّلت فيما بعد نواة تأسيس منظمة التعاون الإسلامي.
ورغم مرور العقود، ما زالت هذه الذكرى حاضرة في وجدان الفلسطينيين والأمة الإسلامية، تذكّرهم بمسؤوليتهم تجاه حماية المقدسات في القدس، وسط استمرار الاعتداءات اليومية ومحاولات التهويد واقتحامات المسجد الأقصى المبارك.