في الواقع استمرت التجارة تحت القناع وعبر الوسطاء وفي صمت.. يبدو أن تركيا لا تستطيع الخروج من اللعبة التي وضعتها الولايات المتحدة، ويجب عليها بأي شكل من الأشكال أن تتراقص على وقع الأوتار الأميركية.. في هذا الجزء من البرنامج سنتتبع خيوط هذا التحايل والخداع.
ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية د.حسين باريش دوستر: "في تركيا لا يمكن انفصال أميركا والناتو وإسرائيل عن بعضهما البعض."
ويقول الأستاذ الجامعي دوغان آكدنيز: "إسرائيل تصدر إلى تركيا منتجات تحتوي على كائنات معدلة وراثياً ومنتجات غذائية تؤدي للأسف إلى إصابة الناس بأمراض سرطانية.. قد لا يموت الناس مباشرة.. لكنهم يصبحون معتمدين على الأدوية الكيميائية التي تنتجها الشركات الإسرائيلية.. ما يطيل أعمار المرضى ولكن يحول حياتهم إلى معاناة أسوء من الموت، إلى جانب ذلك باستخدام البذور المعدلة وراثيا والمنتجات الناتجة عنها يتم تدمير البذور الأصلية والمحلية والطبيعية لدينا."
من جانبه يشير الصحفي والكاتب مصطفى إيلكر يوجل: "إحدى المشكلات المتعلقة بإسرائيل هي نفوذها الكبير في الصحافة والإعلام التركي وفي التيارات الفكرية التركية، هناك كاتب مشهور في تركيا يقول من الأصعب تشكيل الرأي العام في تل أبيب لكن إسرائيل تشكل الرأي العام في تركيا."
ومقولة الكاتب المشهورة التي قال فيها أرسلوا التحية لفلسطين لكن استمروا في التجارة مع إسرائيل هي مثال لذلك.
هذا وصرح أحد الوزراء أخيراً بكلام مشابة قائلا إن ما تفعله إسرائيل ليس جيداً لكن من ناحية أخرى هذه حقيقة تجارية، نحن نبيع هذه البضائع ونحصل على المال.
وكان الوزير نيهات زيبكجي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي قد قال للصحفيين: "لدينا أصدقاء لديهم علاقات مهمة جدا مع إسرائيل.. نحن ندين بشدة وبغضب الإبادة الجماعية والقتل والجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد المسلمين في فلسطين وخاصة في غزة.. ويجب قول ذلك.. ولكن إلى جانب ذلك يجب أيضا الانتباه إلى الجوانب من التجارة التي لا تضر بأحد، لأن لدينا اتفاقية تجارة حرة مع إسرائيل.. إسرائيل دولة نبيع لها سلعاً بمقدار ستة أضعاف ما نستورد منها."
ويلفت د.حسين باريش دوستر إلى أن التوقعات تشير إلى أن كبار التجار هم المستفيدون الحقيقيون من هذه الصفقات، أولئك الذين كان لهم نفوذ دائم في الشؤون السياسية والتجارية والعلاقات الخارجية في تركيا، سواء كان الحكم بيد حزب العدالة والتنمية أو حزب الشعب الجمهوري.. هؤلاء ظلوا دائما أصحاب القوة في تركيا.
ويؤكد الحقوقي والأمين العام لحزب الوطن في تركيا دوغو برينجك: "يجب أن نرى الموضوع من منظور مصالحنا ومعتقداتنا.. لكن أن تعمل تركيا لصالح إسرائيل وتتحول إلى أداة لنقل النفط والطاقة لها فهذا غير صحيح.
في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل أزمة شرعية على الساحة الدولية ويعتبرها العديد من نخب العالم كياناً محتلاً لم تقم بعض الدول الإسلامية بعدم قطع علاقاتها مع تل أبيب فحسب بل وإنها بحسب خبراء واصلت علاقاتها الاقتصادية والتجارية معها.. وكل ذلك في حين أن الكيان الإسرائيلي وخلال مراحل مختلفة قد تبنى وفقا للمحللين مواقف مهينة تجاه بعض هذه الدول.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..