أعلن الاحتلال عن عملية كبيرة هدفها احتلال قطاع غزة، بحشد دبابات وطائرات وآليات وتجنيد عشرات آلاف الجنود، ورفع ميزانية الجيش، إلا أنه لاقى عودة التوابيت قبل أن تبدأ العملية.
الغزاة الإسرائيليون قالوا سنقوم باحتلال غزة وراح نسقط حماس وراح نعيد الأمن. أما السؤال الذي يطرح نفسه هل تعرفون من يقاتل هناك؟
هذه ليست حرب كلاسيكية بين جيشين وما تواجهونه هو شعب كامل قرر أن الموت بكرامة أشرف من الحياة بالاستسلام.
وتقول غزاوية: من المستحيل أن نطلع من غزة، لو كان آخر نقطة دم فينا لن نتخلى عن غزة، وسنعمرها وما نطلع من أرضنا أبدا ، لا إلى مصر ولا الأردن ولا غيرها.
عربات جدعون التي يراهن عليها نتنياهو لإنهاء الحرب واحتلال غزة، تحولت أمام الأنظار والعدسات لتوابيت متحركة، عبوات من صنع اليد فجرتها.
مقاتلون خرجوا من تحت الأرض بخطوات واسعة يثبتون أن تكنولوجيا بمليارات الدولارات تنهار أمام العقيدة والإيمان.

ونرجع قليلا الى الماضي الى عام 2008 و2012 و2014 و2021 كم مرة جرب الاحتلال سحق غزة وكم مرة رجع مهزوما مصدوما مما شاهده.
واليوم السيناريو يتكرر، تهديدات كبيرة وتجهيزات ضخمة أما النتيجة تبينت قبل بدء العملية. والمصادر الإسرائيلية نفسها تحذر أن المقاتلين الفلسطينيين يزدادون جرأة ويحاولون أسر جنودنا يعني ليس فقط قتال المسافة، بل مواجهات مباشرة وجها لوجه. والأخطر عملية استباقية نفذتها القسام بخان يونس قبل أن يبدأ الاحتلال هجومه.
وهنا يطرح سؤال كبير إذا وزع العدو 130 ألف جندي كم ستكون فرصة المقاومة كبيرة لاصطياد الجنود واحدا تلو الآخر؟
غزة اليوم محاصرة ومتروكة عربيا ورغم ذلك صامدة وترفع رايتها، كما أن هناك بلد لم ينس ولم ينشغلوا بمحاولات الترهيب بالحرب.
اليمن رغم جراحه الداخلي يفتح جبهة دعم حقيقية ، صواريخ ومسيرات وأحدثها صاروخ باليستي أربك منظومات الدفاع الجوية للعدو الإسرائيلي واضطر باعتراف صعوبة إسقاطه.

وهذا يعني إذا العالم كله تخلى عن غزة أما اليمن لا يتخلى، وهذه تعتبر رسالة أن الواقع نفسه أكبر من أي سلاح.
معركة اليوم ليست فقط معركة الحدود والصواريخ بل هي معركة الوعي والكرامة. والاحتلال يمكن تدمير البيوت والمدنيين ويرفع ميزانية حربه أما في النهاية سيعرف أنه وقف مقابل مقاتل لابس كوفية وحامل سلاح محلي الصنع وقرر يقول أنا لا استسلم.