وفيما يتعلق بزيارة المبعوث الأمريكي إلى لبنان وسوريا توم براك، فقد زار لبنان وتحديداً ثكنة فرنسوا الحاج في مرجعيون، لكنه مُنع من زيارة مدينتي صور والخيام في الجنوب اللبناني. أكد الأكاديمي والباحث السياسي الأمريكي د. طارق عبود أن توم براك، بصفته الوسيط اليوم بين لبنان والكيان الإسرائيلي، كان لا بد أن يزور المنطقة الأكثر حساسية وأهمية في الصراع الدائر، أي الجنوب اللبناني والمنطقة الحدودية، خاصة أننا سمعنا في الأيام الماضية حديثاً عن مناطق اقتصادية ومشكلات مختلفة. وأضاف: "أعتقد أنه أراد أن يرى الوضع على الأرض بأم عينيه".
ولفت عبود إلى أن هذه الجولة الاستطلاعية أخذته إلى مرجعيون في جنوب لبنان ليتفقدها عن قرب، لكنه لم يتمكن من زيارة صور والخيام وألغى الزيارة لأنه غير مقبول في هاتين المنطقتين. فالخيام تحديداً تحمل رمزية كبيرة من حرب تموز 2006 وحرب أيلول 2024، كونها كانت القرية الأكثر صموداً حيث سطر المجاهدون فيها ملحمة تاريخية. لذلك، كان سيُعتبر تدنيساً لترابها إذا وطئه توم براك، فمُنع من الزيارة وأجّلها.
شاهد أيضا.. وثائق سرية للبنتاغون والموساد تكشف التحضير لعدوان واسع على لبنان!
وحول جرأة براك في أن يطأ أرض الجنوب اللبناني بعد ما فعله أمس، ووصفه للطاقم الصحفي في القصر الجمهوري اللبناني بهذا الأسلوب، علل عبود الأمر بأن الدولة اللبنانية أصبحت منصاعة بكل بساطة. وقال: "من يحمي براك اليوم.. الدولة اللبنانية!. وهي أظهرت أنها دولة بلا قرار، مستباحة ومستعمَرة، حيث أن بعض السياسيين في لبنان تاريخياً كانوا يقدمون المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية". وأضاف: "أتذكر عندما كانت كوندوليزا رايس تتكلم مع الرئيس إميل لحود، وعندما بلغ النقاش ذروته، قال الرئيس لحود: (الساعة صارت متأخرة وأنا أريد النوم) وأقفل الخط في وجه وزيرة خارجية الولايات المتحدة – وزيرة الإمبراطورية الأمريكية – في ذروة مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد اجتياح العراق".
ورأى عبود أن الوضع اليوم مختلف، والشخصيات السياسية مختلفة. فالرئيس إميل لحود شخصية يصعب أن تتكرر على مستوى رئاسة الجمهورية وحتى على مستوى الرئاسات الأخرى. صحيح أن الرئيس بري ما زال ثابتاً على مواقفه، لكن شخصية كالرئيس لحود لا تتكرر في كل فترة.
أما بخصوص الرسالة التي أراد توم براك إيصالها من خلال زيارته للجنوب اللبناني، فقد أوضح عبود أن براك اليوم أشبه بالمندوب السامي على لبنان وسوريا – هو "الوالي"، كما كانوا سابقاً يعيّنون والي صيدا أو والي عكا. واليوم هو الوالي بأمر من الولايات المتحدة الأمريكية وبرضى لبناني وسوري. مشيراً إلى الترحيب الذي لقيه بالأمس والعشاء والموائد التي فُرشت على شرفه من قبل بعض اللبنانيين الوصوليين الذين يتمسحون دائماً بأحذية المستعمر، فهؤلاء رحبوا بتوم براك والوفد المرافق له.
وألقى البرنامج الضوء على الاتصالات واللقاءات التي باتت اليوم علانية بين حكومة نتنياهو وحكومة الشرع، والتي تهدف بحسب الإعلام العبري إلى التوصل إلى اتفاقيات أو تفاهمات قد يوقع الطرفان عليها في نهاية شهر سبتمبر المقبل في الولايات المتحدة الأمريكية، برعاية من إدارة ترامب. وتتضمن سلسلة من التوافقات التي تنتهك سيادة سوريا دكتور وتحفظ أمن الاحتلال الإسرائيلي.
ضيف البرنامج:
- الأكاديمي والباحث السياسي الأمريكي د. طارق عبود
التفاصيل في الفيديو المرفق ...