هذا الكلام لا يمكن ان يوضع الا في خانة البلطجة، ولا يخرج الا من بلطجي، وهذا الوصف يكفي، اما الذين قالوا ان المدعو براك كان يتحدث كمعلم الى تلاميذه، فهذا القول غير صائب، فحاشا للمعلم ان يصف تلاميذه بالحيوانات، الا ان براك هذا لم يصف الاعلاميين والصحفيين اللبنانيين بالحيوانات حصرا، بل عمم هذا الوصف على جميع شعوب المنطقة، معتبرا الحيوانية والفوضوية هما سبب ما تعانية منطقة الشرق الاوسط، وبذلك كشف عن ما يكنه من حقد وضغينة على اللبنانيين وجميع شعوب المنطقة، وبذلك قد عرى نفسه امام الراي العام، كونه مبعوثا صهيونيا بامتياز، ويؤمن بخرافة ان الله خلق جميع الشعوب لخدمة اليهود، وليس لها بالتالي اي حظ من الانسانية، وهذه التعابير ليست بجديدة فقد استخدمها قبله مجرم الحرب المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية يواف غالانت، عندما وصف اهالي غزة بالحيوانات البشرية، لتبرير ابادتهم عبر قتلهم وتجويعهم.
لا نعتقد ان صفة الحيوانات البشرية تجد لها تجسيدا اليوم على ارض الواقع الا في امثال براك ورفيقته مورغان اورتاغوس وغالانت ونتنياهو وسيموتريش وبن غفير ومن لف لفهم، فهؤلاء هم السبب الحقيقي لما حدث ويحدث للمنطقة، فهم سبب مشاكلها وهم سبب الفوضى التي تضربها، ويكفي ان ننظر الى غزة وما حل بها، فهل ما حدث ويحدث هناك فعل انساني ام حيواني؟ فعندما تقصف الطائرات طوابير الاطفال والنساء الذين ينتظرون حفنة من الطحين، فاذا بالطحين يتلون بدمائهم ويختلط باحشائهم. فهل هذا من فعل انساني ام حيواني؟ ان كل من دعم وايد وشجع وحرض وبرر وصمت على هذه الافعال الحيوانية فهو حيوان ايضا، ولا شك في ذلك.
هذا الكائن المدعو براك ما كان ليتجرا ويهين اللبنانيين من داخل القصر الجمهوري في بعبدا، لو تم ردع نائبته المتصهينة اورتاغوس عندما حلت في ذات القصر يوما، ومن هناك تقدمت بالشكر للكيان الاسرائيلي على قتلها الالاف من اللبنانيين وتدمير ضاحية بيروت الجنوبية وتدمير البلدات والقرى اللبنانية.
ما كان هذا الكائن المشوه ان ينطق بما نطق به لو وجد من يردعه بسبب انقلابه حتى على الورقة التي قدمها للبنان والتي تضمنت ان يقوم لبنان بخطوة يقابلها الكيان الاسرائيلي بخطوة مقابلة، فاذا به يطالب لبنان بكل شيء دون ان يكلف نفسه ويطلب شيئا من الكيان. ما كان هذا الاخرق ان يقول ما قاله لو وجد النائب الصهيوني ليندسي غراهام من يردعه من بين المسؤولين اللبنانيين على قوله لا تسالوني ما ستفعل "اسرائيل" بل عليكم ان تنزعوا سلاح حزب الله اولا وبعدها ننظر ما الذي ستفعله "اسرائيل"، اي جردوا لبنان من قوته ليكون لقمة سائغة للوحش الصهيوني من دون اي منغصات. لقد استهان بمضيفيه ولم يستشعر اي خطر لانهم اثروا الصمت على الرد.
الكارثة هي ان الوفد الامريكي الذي ضمّ ليندسي غراهام، وجين شاهين، و توماس برّاك، ونائبة مورغان أورتاغوس، والسفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون، أبلغ اللبنانيين ان "إسرائيل لن تنسحب من النقاط التي احتلّتها، ولن توقف عملياتها قبل الاطلاع على الخطة ورؤية تنفيذ سحب السلاح عملياً من حزب الله"، مع التأكيد على عدم إعطاء أي ضمانات بأن أميركا ستُلزِم "إسرائيل" بتنفيذ كل ما هو متفق عليه لا قبل سحب السلاح ولا بعده"، فهذا الاستعلاء والعنصرية اللتان كانتا عنوانا لمواقف وتصريحات اعضاء الوفد الامريكي، خاصة براك، مع كل من التقاهم في لبنان، جاءت متاثرة بسلوكيات كبيرهم الذي علمهم الوقاحة ترامب.
يوما بعد يوم تتكشف صوابية موقف حزب الله وحلفائه، من ضرورة التمسك بالسلاح، فهناك مخطط رهيب يعد للبنان، في حال تم نزع انيابه المتمثله بسلاح المقاومة، فالوحش الصهيوني الذي تتحكم به حكومة براك، لا يعترف ولا يحترم العهود والمواثيق والقيم الانسانية والاخلاقية حتى في حدودها الدنيا، فهذا الثنائي المنبوذ عالميا، بات مكشوفا للجميع، ولايمكن الثقة به طرفة عين، فالثنائي المشؤوم هذا شن عدوانا على ايران في الوقت الذي كانت ايران تتفاوض مع امريكا، ترى هل سيحترم هذا الثنائي وعوده للبنان، لو تم تنفيذ المخطط الامريكي الاسرائيلي الرامي لنزع سلاح حزب الله، وهو سلاح كل لبنان..