وأثار هذه المزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع قناة "i24" العبرية في 12 أغسطس الجاري، حين أكد ارتباطه الشديد برؤية "إسرائيل الكبرى"، وهو التصريح الذي أثار موجة واسعة من الاستنكار والرفض على المستويين العربي والدولي.
وفي إطار هذه الرؤية المثيرة للجدل، قال وزير الطاقة الإسرائيلي "إيلي كوهين"، إن هناك "ستكون دولة واحدة فقط بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وهي "دولة" الشعب اليهودي"، مما يعكس رفضا ضمنيا لأي وجود لدولة فلسطينية مستقلة في الأراضي المحتلة.
ووفق ما أوردته القناة السابعة العبرية، الأربعاء، جاءت الرؤية هذه، خلال مؤتمر عقد أمس الثلاثاء بالقدس الغربية لدعم الاستيطان في مجلس "بنيامين" الاستيطاني وسط الضفة الغربية المحتلة.
وفي اعتراضه على نية عدة دول أوروبية، بينها فرنسا وبريطانيا، الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/أيلول المقبل، أكد وزير الطاقة الإسرائيلي "إيلي كوهين" أن الرد الإسرائيلي على "من يسعون لإقامة دولة فلسطينية" هو فرض السيادة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية).
ومضى كوهين قائلا "حتى عندما كنت وزيرا للخارجية في الفترة من 2022 إلى 2024، كنت دائما أؤكد أن فرض السيادة بالنسبة لي يأتي قبل توسيع اتفاقيات أبراهام للتطبيع مع الدول العربية."
والجدير بالذكر هو أن اتفاقيات أبراهام التي وُقعت في 15 سبتمبر 2020، شملت تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والإمارات والبحرين، وسُميت بهذا الاسم من قبل البيت الأبيض، ثم انضم إليها لاحقا المغرب والسودان.
وتابع كوهين "أعمل أيضا على تعزيز السيادة قانونيا وعمليا من خلال إنشاء البنية التحتية للغاز وبناء محطات الطاقة في الضفة الغربية المحتلة".
وأضاف: "ردا على الضغوط الدولية، يجب أن يكون واضحا للجميع أن بين نهر الأردن والبحر ستكون هناك دولة واحدة فقط، هي "دولة إسرائيل"، "دولة الشعب اليهودي"، حسب زعمه.
وأردف قائلا "على جميع الإسرائيليين، من اليمين إلى اليسار، أن يشكروا إخواننا في المستوطنات في يهودا والسامرة على مساهمتهم المهمة في أمن "الدولة"، وتطوير المستوطنات، وسعينا للوصول إلى مليون مستوطن يهودي في يهودا والسامرة".
هذا وبموازاة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون من اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، حيث أستشهد ما لا يقل عن 1016 فلسطينيا، وأصيب نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18,500، وفقا لإحصائيات فلسطينية.
وفي كلمة ألقاها خلال احتفال بالموافقة على بناء 17 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، الثلاثاء، حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المستوطنين على مواصلة اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين في الضفة، وألمح إلى قرب ضم الأراضي المحتلة.
من جانبه، أكد وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار، خلال المؤتمر ذاته، استمرار حكومته في توسيع الاستيطان.
وصف زوهار الاستيطان بأنه "شمعة مضيئة لنا"، مشيرا إلى أن الحكومة تتوهم لتوسيعه وتعزيزه في جميع أنحاء "أرض إسرائيل"، و أضاف"قد نقوم بذلك قريبا في غزة أيضا".
وتابع قائلا "مهمة فرض السيادة لا تقل أهمية عن الاستيطان، وعلينا تطبيق السيادة على كامل 'أرض إسرائيل' بحيث لا يبقى مواطنون من الدرجة الأولى والثانية. بمجرد تطبيق السيادة، سنكون قد أنجزنا شيئا حقيقيا".
وأكد زوهار بقوله "أعتقد أن إدارة ترامب تؤيد كثيرا فكرتنا، والهدف هو دفعها قدمًا مع الأمريكيين للحصول على دعمهم".
وعندما سُئل عن الضغوط الدولية، أجاب أن هذه الضغوط "لا تزعج ترامب، فهو قادر على منحنا الدعم للسيادة حتى في مواجهة تلك الضغوط، وآمل أن نتمكن من إتمام هذه الخطوة".
وتأتي هذه التصريحات في ظل عدوان إسرائيلي مستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث يواصل الاحتلال ارتكاب جرائم تشمل الإبادة والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلا النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف المجازر.
وقد خلفت هذه الحرب المدمرة أكثر من 62 ألف شهيد فلسطيني، ونحو 159 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة المئات.