وتعود جذور المشروع الصهيوني الى وعد بلفور لكنه يستمد مشروعيته المزعومة من نصوص توراتية وحدود أسطورية تمتد من كامل فلسطين والأردن الى أجزاء من سوريا ولبنان والعراق وصولا الى مصر والسعودية والكويت.
إنه تصور لإمبراطورية تمتد من النيل الى الفرات، لكن كيف يسعى نتنياهو لتحقيق ذلك؟
وعلى الأرض الخطوات متسارعة: احتلال غزة تمهيدا لإخضاعها، وضم الضفة الغربية عبر الاستيطان الكثيف ، وتثبيت احتلال الجولان، والتمدد العسكري للعمق السوري، وكما في سوريا منطقة عازلة في جنوب لبنان، وكل ذلك يدار تحت رعاية واشنطن وبحسابات دقيقة تربط الأمن بالمقدس.
ويطفو على السطح ما يعرف بممر داوود ممر استراتيجي يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط وينظر إليه كأحد شرايين السيطرة الاقتصادية والجيوسياسية.
وبالنسبة لتل أبيب فذلك يفتح الباب أمام ربط مشروع التوسع بممرات الطاقة العالمية. وفي خضم ذلك كله لم تتجاوز ردود الفعل العربية حدود بيانات الاستنكار التي أصدرتها دول عربية والجامعة العربية بوصف الخطاب الإسرائيلي تهديدا للأمن القومي الجماعي دون أي خطوات ملموسة لتصديه.
وتحدث الباحث والكاتب السياسي صقر أبو فخر، حول جذور مصطلح "إسرائيل الكبرى" في التوراة قائلا إن حدودها غير محددة وغير مبينة وأن فكرتها قديمة وليست جديدة.
وقال إن المصطلح بالمعنى السياسي له مفهومان الأمني والجغرافي، مشيرا الى أن الخريطة الأخيرة التي انتشرت على وسائل الإعلام والتي تضم لبنان وسوريا والأردن وأجزاء من السعودية ومصر وغيرها تبلغ حدودها حوالي 2 مليون كيلومتر فيما عدد اليهود في كل أنحاء العالم لا يتجاوز عددهم 16 مليون بينهم 8 ملايين في فلسطين المحتلة والباقي منتشرين في أرجاء العالم.
وأضاف أنه لو يجمع كل اليهود في الشرق الأوسط وفلسطين ولو لا هو مهمة مستحيلة لأنهم بعد مضي 77 سنة من النكبة لم يأتوا لفلسطين، مؤكدا أن 16 مليون لم يقدر على السيطرة على جميع الدول في الشرق الأوسط والتي تبلغ حدودها حوالي 2 مليون كيلومتر.
وأكد أبو فخر أن مشروع "إسرائيل الكبرى" مفهوم أمني ولا يعتبر مفهوما جغرافيا أو ديموغرافيا. موضحا أن "إسرائيل الكبرى" بالمفهوم الأمني هي ما يسمى الأمن الإسرائيلي والحدود الآمنة ، مضيفا أنهم يريدون أحزمة تحيط بالحدود الأراضي المحتلة تؤمن بقاء هذه الدولة.
وتطرق الى أنهم يريدون جنوب لبنان منزوعة السلاح وغير معادية، وكذلك الحال بالنسبة لجنوب سوريا وجنوب فلسطين أي غزة وكذلك الضفة الغربية والشرقية.
المزيد في سياق الفيديو المرفق...