ما قاله بتسلئيل سموتريتش عن ضم الضفة الغربية لم يكن عزفاً منفرداً على آلة واحدة، بل هو جزء من أوركسترا إسرائيلية تعزف ذات اللحن. وسموتريتش فقط رفع صوت هذه النغمة عالياً.
يسرائيل كاتس، وزير الحرب الإسرائيلي، خرج هو الآخر بقرارات متناغمة مع تصريحات سموتريتش، حيث وجّه الجيش لإعداد خطة حسم شاملة في الضفة الغربية تحسباً لأي تصعيد محتمل، وذلك ضمن الدروس المستفادة من أحداث السابع من أكتوبر.
وقال خلدون البرغوثي الخبير في الشؤون الإسرائيلية:"الخطة التي طرحها سموتريتش تقضي بالإبقاء على مراكز المدن تحت السيطرة الفلسطينية، وضم ما عدا ذلك. بمعنى أن القرى الفلسطينية والبلدات، وحتى بعض المحافظات مثل سلفيت، غير مشمولة في أن تبقى للسلطة الفلسطينية وسيتم ضمها. لذلك، عملياً، هذا يعني القضاء على أي حل للدولة الفلسطينية. هذا المشروع اسمه "خطة الحسم" التي يروّج لها سموتريتش منذ عدة سنوات."
أما السلطة الفلسطينية التي تعيش أسوأ أوضاعها في ظل محاصرتها من قبل الكيان الإسرائيلي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فهي كما يبدو ما زالت تنتظر تحركاً عربياً يمنع عملية الضم للضفة الغربية. انتظار قد يطول، وعلى الأغلب سيطول، في ظل عمل إسرائيلي دؤوب على الأرض لفرض أمر واقع وإنهاء عملية الضم فعلياً قبل إقرارها سياسياً.
شاهد أيضا.. تسريبات خطيرة عن تكليف الموساد بدفع خطة التهجير من غزة
وإذا كان العرب سيتحركون لإدانة الضم سياسياً ودبلوماسياً، فإن تل أبيب ستكون قد فرضت الضم على الأرض، وستذهب كلمات الإدانة والشجب أدراج الرياح.
وقال سعد نمر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت:"قضية الدولة الفلسطينية أصبحت، أعتقد، خلفنا على الرغم من الاعترافات الدولية بدولة فلسطينية. ولكن هذه المسألة باتت قضية معنوية ورمزية أكثر منها واقعية، لأنه على الأرض هناك صعوبة واضحة في إقامة أي نوع من أنواع الدولة الفلسطينية".
الضفة الغربية، وفق وجهة النظر الإسرائيلية، هي تجمعات سكانية للفلسطينيين قد تتصل أو لا تتصل ببعضها البعض، والمهم أنها لا يمكن أن تتحول يوماً إلى دولة فلسطينية.
قد يظن البعض أن تدمير إمكانية إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية هو نتاج أفكار سموتريتش وبن غفير ونتنياهو، لكن الواقع أن إسحاق رابين، الذي وقّع اتفاقية أوسلو، قال في آخر خطاب له في الكنيست: "لن نمنحهم دولة، ولن يكون لهم أكثر من حكم ذاتي".
التفاصيل في الفيديو المرفق ...