تربية الأطفال أصبحت صعبة جدًا؛ فلا يمكننا الاعتماد على التربية الإيجابية (أو السلوكيات الإيجابية) وحدها، ولا يمكننا كذلك اعتبار التربية الحديثة هي التربية المضبوطة. هناك الكثير من التناقضات في قصة تربية الأطفال. فما المقصود بالتربية الإيجابية، وما الذي يميزها عن التربية التقليدية؟ هذه الاسئلة وغيرها، کانت محور حديث أحدث حلقة من برنامج صباح جديد علی شاشة قناة العالم، حيث استضاف البرنامج الأستاذة الجامعية معصومة حسن زاده.
واعتبرت حسن زاده ان التربية الإيجابية هي أسلوب تربوي يقوم على الاحترام المتبادل بين الأهل والأبناء، ويقوم على التشجيع وتنمية الشعور بالمسؤولية الداخلية عند الطفل، بدلًا من الاعتماد على العقاب والتهديدات أو الحرمان.
وأوضحت ان الحديث ليس عن تربية متساهلة أو فوضوية، بل عن تربية حازمة ولطيفة في الوقت نفسه، تقوم على الوضوح في القواعد والدفء والحنان.
وبيّنت ان التربية التقليدية التي عرفناها جميعًا كانت تركز بشكل كبير على الطاعة المطلقة: "افعل ولا تناقش". خطأك يقابله العقاب، ونجاحك يقابله المدح والمكافأة فقط. هذا النموذج الذي رُبيت به أجيال كثيرة من الأطفال، قد يطيعون في الظاهر، لكنهم في داخلهم تتراكم لديهم مشاعر الخوف والقلق وحتى الغضب المكبوت. الطفل في التربية التقليدية غالبًا ما يتصرف بدافع الخوف من العقاب أو الرغبة في إرضاء الوالدين، وليس بدافع داخلي أبدًا.
وتابعت انه في التربية الإيجابية، يعتبر الطفل إنسانًا كاملاً من لحظة ولادته، له مشاعر وحاجات وصوته يستحق أن يُسمع. لذلك، بدلًا من أن ننظر إلى خطئه أو تمرده على الوالدين، ننظر إليه باعتباره رسالة. فمثلًا، إذا رفض الطفل أن يؤدي واجبه المدرسي أو يرتب غرفته في البيت، بدلًا من الصراخ والتهديد، نسأل عنه ونحاول أن نفهم هل يشعر بشيء لم نفهمه، أو هل هناك صعوبة في فهم الدرس، أو هل هناك مساعدة يمكنني أن أقدمها للطفل. بهذا الفهم، نتحول من شرطي سلوك إلى مساند تربوي في البيت".
وذكرت حسن زاده مثالًا بسيطًا، قائلة:"أم لاحظت أن ابنها كثير الحركة ويكثر من اللعب أحيانًا. في التربية التقليدية، قد تعاقب هذه الأم طفلها وتصرخ عليه أو تحرمه. لكن في التربية الإيجابية، تكتشف أن ابنها بحاجة إلى نشاط جسمي أكثر".
للمزيد من التفاصيل، شاهد الفيديو المرفق..