هذا هو العدوان الإسرائيلي.. أما قطر الدولة التي ليست في مواجهة أو احتراب مع العدو الإسرائيلي.. لا بالعكس هي تلعب دور الوسيط بين أميركا من جهة والكيان الإسرائيلي من جهة والمقاومة الفلسطينية.. فلماذا استهداف قطر؟
إسرائيل قالت إنها تستهدف الوفد القيادي في حماس.. الوفد المفاوض لكن العملية فشلت في تحقيق أهدافها.. والسؤال هل كان العدو الإسرائيلي ليجرؤ على مثل هذا العدوان لو لم يكن هناك ضعفا عربيا.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي "نحن نقول إن الدم الفلسطيني هو دم واحد سواء كان قائد أو جندي أو فرد عادي.. رغم ذلك نقول بأن قيادة الحركة والحمد لله رب العالمين نجت من هذه المحاولة الجبانة، وأن قيادة الحركة الآن بخير كبير بفضل الله سبحانه وتعالى، ورد الله سبحانه وتعالى كيد هؤلاء المجرمين.. رد الله كيد نتنياهو وهذه العصابة الإجرامية إلى نحرها."
وأضاف: "لو كانت هناك مواقف واضحة من أمتنا العربية والأسلامية وأحرار العالم لأوقفنا هذا المجرم وهذه الحرب.. حرب الإبادة على شعبنا الفلسطيني.. لذلك نقول نحن على العهد لشعبنا، لن نقيل ولن نستقيل، سنمضي في هذا الطريق."
العدوان الإسرائيلي فشل في تحقيق الأهداف، لكن العدوان عدوان.. والسؤال هل لو كان هناك موقفا عربيا واضحا لكان نتنياهو ليتجرأ على مثل هذا العدوان؟ أصلا ما كان ليتجرأ ليس فقط على استهداف دولة قطر بل على استهداف أي دولة في المنطقة.
الآن يضرب يمينا وشمالا ويستبيح كل القوانين ويستبيح الحدود ويستبيح السيادة.. وهذا ما جعله يخرج بصورة المهدد على شكل دائم.
وكان نتنياهو قد قال: "إنتهت الأيام التي يكون فيها حصانة للإرهابيين في أي مكان.. أمرت الجهات الأمنية الاستعداد لتصفية قادة حماس والقتلة في حماس.. اليوم ظهرا وبعد أن توفرت فرصة عملياتية استثنائية لتصفيتهم.. أمرت وزير الدفاع لتنفيذ العملية.. الشاباك، الجيش، طيارو سلاح الجو أعدوا ونفذوا العملية بشكل جيد ودقيق سيثير انتباه العالم اجمع.. أنا ارسل لهم شكري شوكركم مواطنو إسرائيل."
لا.. لم تكن العملية دقيقة.. ولم تكن ناجحة.. وكل هذا النوع من التباهي والتفاخر إنما عاد انعكاسا سلبيا على الواقع في الداخل الصهيوني.. وهذا العدوان قطر بعد فشله بشكل واضح وصريح أثار الكثير من المخاوف داخل الكيان الإسرائيلي، لأن هذه العنجهية والفوقية التي يسلكها نتنياهو سيكون لها انعكاسات كبيرة في الداخل الصهيوني.
وهذا ما بدا واضحاً في أن هذا الأمر يشكل مخاوف من عزلة للكيان الإسرائيلي آخذة بالتزايد في العالمـ وأيضا الخوف على حياة الأسرى الصهاينة.
وعلى شاشة القناة الـ11 الإسرائيلية أثار المحلل السياسي روعي شارون "السؤال الآن كيف ستؤثر عملية الاغتيال على المفاوضات؟ فنحن أمام نقطة حساسة، حتى حول حياة المختطفين الذين يحتضرون هناك، وكذلك في وسط مفاوضات مع شروط رفضتها حماس، فالقرار اتخذ بضوء أخضر أميركي."
فيما قال المستشار الاستراتيجي الصهيوني باراك ساري على القناة الـ11 الإسرائيلية "لنتذكر أننا احتفلنا سابقا بتصفيات لقادة مخربين وغيرهم.. وكنا نأمل أن الخلاص سيأتي من وراء ذلك، وأن هذا سيحدث تغييرا في هذه المنظمات وربما يساعد ذلك على انهيارها.. وقد جاء قادة أكبر من السابقين، وهذه رسالة قوية مفادها أنه من السابق لأوانه أن نحتفل."
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..