وقالت معصومة حسن زاده ان التضامن الشعبي الإسباني مع قضية فلسطين ومع غزة في هذه اللحظة التاريخية ليس ظاهرة طارئة، بل هو ثمرة مسار طويل من الوعي المدني والتجارب التضامنية التي عاشها المجتمع الإسباني. إذا أردنا أن نفهم هذا، علينا أن ننظر أولاً إلى الأثر الإنساني المباشر في هذه القضية. الإسبان، مثل كثير من الشعوب الأوروبية، يعيشون اليوم في فضاء مفتوح إعلامياً، ويرون كل لحظة على هواتفهم وعلى مواقع التواصل الاجتماعي صور الدمار والاستشهاد والأطفال الجرحى والخراب والضحايا. يصلهم الصوت والصورة لحظة بلحظة، وهذه الصور تخلق صدمة وجدانية حقيقية.
واضافت ان هناك رصيد تاريخي للتضامن الإسباني مع الحركات التحررية في العالم. إسبانيا عاشت حروباً أهلية وعرفت الحصار، وقد كانت لها تجارب سابقة مع الحركات التحررية مثل أمريكا اللاتينية وجنوب أفريقيا، ولذلك لديها حساسية أكبر تجاه قضايا الشعوب المستضعفة في العالم.
وتابعت ان المجتمع الإسباني نشط جداً من حيث الفعاليات المدنية، مثل النقابات والجمعيات الحقوقية والاتحادات الرياضية والاتحادات الطلابية، وكلها اعتادت على التظاهر ضد الحرب أو الانتهاكات أو الجرائم. فمن السهل عند حدوث كارثة إنسانية مثل الكارثة في غزة والجرائم العدوانية تنظيم احتجاجات واسعة ضد هذه الانتهاكات.
شاهد الحلقة كاملة في الفيديو المرفق..