لكن ما عجز العدو عن تحقيقه في ميدان المعركة مع المقاومة حققه بعد وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر من العام 2024 باحتلال مناطق لبنانية وبدعم أميركي لإقامة منطقة عازلة اقتصادية خالية من السكان.
وبرز إعلان الموفد الأميركي توماس براك من بيروت في آب أغسطس من العام 2025 عن اقتراح بإنشاء منطقة ترامب الاقتصادية في المنطقة الحدودية من جنوبي لبنان، كدعوة مشابهة لريفييرا الشرق الأوسط في قطاع غزة.
وفي كلتا الدعوتين تهجير السكان والاحتلال أولا، وعلى الرغم من أن مشروع المنطقة الاقتصادية لا يزال فكرة إلا أن السيناتور الأميركي ليندسي غراهام طرح الفكرة كركن مركزي في ترسيخ الاستقرار في لبنان وإسرائيل، رابطا الاقتصاد بالأمن أي بالتطبيع بين لبنان والكيان الصهيوني.
هذا في حين أن الكيان الصهيوني يعمل ميدانيا على إقامة منطقة عازلة خالية من السكان تشمل عددا كبيرا من القرى والبلدات الجنوبية، لتحويل فكرة المنطقة الاقتصادية إلى واقع، خصوصا وإن الولايات المتحدة تدعم العدو بفرض واقع أمني ديموغرافي جديد في القرى الجنوبية الحدودية.
فقد اقترح توم براك المبعوث الأميركي إلى لبنان في 26 من شهر آب أغسطس من العام 2025 من مقر الرئاسة اللبنانية إنشاء منطقة ترامب الاقتصادية في المنطقة الحدودية، و"يجب أن تكون لدينا أموال، والأموال تأتي من الخليج الفارسي" قالها براك.
وموضوع المنطقة الاقتصادية يشمل تهجيراً لأهالي عدد من القرى والبلدات اللبنانية، بحيث تتضمن خطط إنشاء منطقة ترامب الاقتصادية الاستيلاء على أراضي 27 قرية وبلدة لبنانية، شيعية وسنية ومسيحية، وتمتد من الناقورة في القطاع الغربي إلى بلدات قضاء مرجعيون في القطاع الشرقي في الشريط الحدودي الجنوبي وفق صحيفة النهار اللبنانية.
وهذه المنطقة ستكون تحت إدارة أمنية أميركية على تواصل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والإسرائيلية، وسيكون للعدو الحق في إقامة عشرات نقاط المراقبة على طول الحدود لطمأنة المستوطنين في الشمال.
وقالت صحيفة النهار اللبنانية إن لبنان لن يتمتع بأي سلطة أمنية أو سيادية في هذه المنطقة والقرى التي طالب العدو بتهجير سكانها بالكامل، هي العديسة وكفر كلا وحولا ومركبة وعيتا الشعب.
أما البلدات التي طالب العدو بإقامة مواقع عسكرية دائمة على أطرافها وفي غاباتها فهي الخيام و راميا و يارون عيطرون وعلما الشعب والظهيرة ومروحين ومارون الراس وبليدا.
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قد صرح بالقول: "ومنع سكان أكثر من 30 بلدة وقرية من العودة إليها، وللعلم لمن لا يعلم.. أن هذه القرى ليست كلها قرى شيعية."
وقالت جريدة جيروزاليم بوست تحت عنوان "إسرائيل تطالب بمنطقة عازلة في لبنان" أفادت التقارير بأن إسرائيل أصرت على إخلاء عدة قرى على الحدود لتكون بمثابة منطقة عازلة.
وقالت إن بإمكان لبنان تطوير مصانع ومناطق صناعية أخرى هناك، لكنها شددت على ضرورة إجلاء المدنيين من المنطقة.
وتحت عنوان "لا مكان للعودة" قالت منظمة العفو الدولية على موقعها: قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بأعمال تدمير وإحداث أضرار واسعة النطاق بالهياكل المدنية والأراضي الزراعية في جنوب لبنان في الفترة ما بين الأول من أكتوبر من العام 2024 و26 من يناير من العام 2025.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..