كما يلقي البرناامج الضوء على تزايد عمليات إطلاق الصواريخ والمسيّرات اليمنية على الكيان الإسرائيلي، وكذلك تداعيات العمليات في المعابر بين الأردن وأراضي الضفة الغربية المحتلة.
وفيما يتعلق بتقييم الاعترافات بدولة فلسطين من قِبَل بريطانيا وفرنسا والبرتغال في هذا التوقيت، وهذه الموجة الكبيرة من الاعترافات الأوروبية بدولة فلسطين،
أكّد د. وسام ناصيف ياسين، الباحث في العلاقات الدولية، أن التصعيد الوحشي الذي نفّذه الكيان الإسرائيلي خلال العامين الماضيين، والذي كانت الدول الأوروبية جزءًا أساسيًا منه، يفرض عليها تراجعًا ما، ويتطلب منها تقديم شيء تجاه الفلسطينيين. مضيفًا أن الانقسام بين الأمريكيين والأوروبيين منذ وصول ترامب قد كشف الكثير فيما يتعلق بهذا الموضوع، وقسّم الغرب إلى شقّين. كان الغرب دائمًا يتحد ضدنا، أما الآن فقد انقسم الأوروبيون والولايات المتحدة إلى معسكرين منفصلين.
شاهد أيضا.. توتر في حكومة نتنياهو بسبب الاعتراف الغربي بدولة فلسطينية
ولفت ياسين إلى أن موضوع أوكرانيا عزّز هذا الانقسام، وكذلك محاولة ضمّ غرينلاند من الدنمارك وغيرها من القضايا، بالإضافة إلى الضغط الشعبي من الشعوب الغربية الذي لعب دوره، ومجموعة من العوامل الأخرى. لكن هذه العوامل جميعها تساهم في الضغط على الولايات المتحدة، ومن ثمّ على "إسرائيل" التي تحررت من كل القيود. منوّهًا إلى أن السؤال الجوهري هو: كم تستفيد فلسطين من هذا؟ أولًا، يُقال إن الدولة معترف بها دون حدود، فما هي حدود هذه الدولة حتى الآن؟ لن يكون لذلك انعكاس كبير، ولكنه أزعج الكيان الإسرائيلي بطبيعة الحال.
وأضاف ياسين أنه من الطبيعي أن يُزعجه هذا في الوقت الذي يفكر فيه بمحو غزة، وحيث يقول سموتريتش: "سنقتسم غنائم غزة مع الأمريكيين"، وفي الوقت الذي يضم فيه الضفة التي هي نواة الدولة الفلسطينية، وعندما يتطاول وزير حالي قائلًا: "لو كنت مكان نتنياهو لسجنت محمود عباس"، تأتي عشرات أو أكثر من مئة دولة لتقول: "دولة فلسطينية".
وفيما يتعلق بالغضب الكبير والتهديدات من نتنياهو للدول الأوروبية، أوضح ياسين أن هذا مرتبط بالعنجهية والاستكبار والنقطة الذروية التي وصل إليها الكيان الإسرائيلي، لأنه يتصرف حتى مع قطر بعدوانية، علمًا أن قطر حليف استراتيجي للولايات المتحدة، وفي قلب الخليج الفارسي، وفي المنطقة التي تحتوي على النفط والغاز للعالم، أي أمان الطاقة العالمية، ومع ذلك لا أحد يعترض على تصرفاته. منوّهًا إلى أن من الأسباب أن ترامب لم يعد قادرًا على الضغط كما كان سابقًا؛ أولًا لأنه يقترب من الانتخابات النصفية، وثانيًا بسبب الفضائح التي تحيط به، ويبدو أن هناك من يضغط عليه من اللوبيات اليهودية، وبالتالي أُطلِقت يد نتنياهو ليفعل ما يشاء.
كما تطرق البرنامج إلى موضوع الاعتراف بدولة فلسطين لن يغير شيئاً على الأرض، والمؤتمر في الأمم المتحدة برعاية سعودية فرنسية ليس إلا مسرحية، إلا أن إسرائيل طبعاً ليست راضية عن هذا الأمر بحسب تعبير السفير الصهيوني في الأمم المتحدة.
وألقى البرنامج الضوء على حرب الإبادة في غزة، حيث استمرت الشكوك اليوم حول إمكانية تحقيق أهدافها كاملة. حتى مسؤول سابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أشار إلى وجود أخطاء في العملية في قطاع غزة، وأن الأمر يحتاج فعلاً إلى قرار حكومي لحسمه بشكل كامل.
ضيف البرنامج:
-د. وسام ناصيف ياسين الباحث في العلاقات الدولية
التفاصيل في الفيديو المرفق ...