في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتكشف ملامح مأساة إنسانية متصاعدة، حيث يواجه المدنيون حالة استثنائية من القتل والتجويع، وسط حصار خانق يفاقم المعاناة اليومية ويهدد حياة الأضعف.
القطاع ومنذ ساعات الصباح الأولى شهد سلسلة استهدافات إسرائيلية دامية، استهدفت مبان سكنية ومناطق متفرقة، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال، لترسم مجدداً صورة القتل المنهجي الذي يطال كل ما هو حي تحت وطأة آلة الحرب الإسرائيلية.
ومن بين هذه المآسي، تطفو مأساة أكثر إيلاماً مع رحيل أطفال صغار جراء الحصار ونقص العلاج، حيث استشهدت طفلة تبلغ 5 سنوات، ما يرفع عدد ضحايا التجويع من الأطفال خلال يومين إلى 13، في صورة مأساوية للتجويع كجزء من العدوان.
ولا تتوقف المأساة عند حدود القتل المباشر، فخروج مستشفيين في غزة عن الخدمة بعد استهداف محيطهما يعكس التعمّد الإسرائيلي لضرب منظومة الخدمات الصحية، ما يزيد من صعوبة وصول المرضى إلى المستشفيات العاملة مثل المستشفى الميداني الأردني ومستشفى القدس، وسط موجة نزوح كبيرة من مدينة غزة وشمالي القطاع، ما يزيد الضغط على مستشفيات 'شبه منهارة' بسبب القيود الإسرائيلية على الإمدادات الطبية.
وإلى ذلك تتواصل الدعوات الدولية العاجلة للتدخل، حيث شدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك على الحاجة إلى شجاعة سياسية من قادة العالم لوقف إطلاق النار وإنهاء المأساة في غزة، فيما دعت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' قادة الدول إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الإبادة والجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين.
وفي ختام هذا المشهد، تبقى غزة، تواجه آلة الحرب والتجويع، لتؤكد أن الإرادة الفلسطينية لن تكسر، وأن دماء الشهداء وآهات الجياع ستظل شاهداً على العدوان الإسرائيلي المستمر.