صورتها الباهتة في يديها تحكي. كلما سُرق منها بيت، كان مأواها وحصن ذاكرتها، أصبح أطلالًا صامتة. اعتداءات المستوطنين لم تترك للحاجة عائشة سوى الجراح. في الأغوار المنسية، سرق المستوطنون وقتلوا أغنامها، مصدر رزقها، ثم أجبروها على ترك البيت والأرض التي كبرت معها وعاشت بين جدرانها، تاركة خلفها فراغًا يوجع الروح ويصرخ بصمت.
قالت الحاجة عائشة النازحة من بلدتها، تعرضنا للاعتداء، مما اضطرنا لمغادرة منزلنا، حيث لم يتبقَّ لدينا أي شيء، لا طعام، ولا أدوات، ولا أي متطلبات للحياة. تعرض متجرنا للاعتداء، الظروف التي نعيشها صعبة للغاية.
رغم ملاحقة المستوطنين لها بعد تهجيرها، اختارت البقاء في الأغوار، حيث تعيش منذ عامين على هذه الأرض التي يغطيها مأوى مؤقت من ألواح الحديد، لا يقيها من حر الصيف ولا برد الشتاء. في هذا الركن البدائي، لم يبقَ من بيتها إلا شيء واحد: خريطة فلسطين التي نجت من بيتها بعدما حاول المستوطن سرقتها، لتظل رمزًا لأرض لم تفارق روحها.
قصة عائشة النازحة، والمصابة برصاص الاحتلال في رحلة دفاعها عن أرضها ليست حكاية فردية، بل فصل من رواية متكررة من الأغوار المنسية. رواية أرض تُهجر وبيوت تُترك خاوية وذكريات تثقلها الجراح.
التفاصيل في الفيديو المرفق..