في خطاب مهم ألقاه آية الله علي خامنئي، قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، يوم أمس، رسم ملامح المرحلة القادمة التي تتسم برفض التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدم الخضوع لأي ابتزاز نووي، إلى جانب التأكيد على الدعم الثابت للمقاومة.
وفي تحليل لتداعيات الخطاب على الساحة الإسرائيلية، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي حسن حجازي أن الاحتلال الصهيوني يتابع الخطاب عن كثب باعتباره مؤشراً واضحاً للسياسة الإيرانية المستقبلية. وأضاف أن المرحلة الحالية تعد مفصلية، خاصة مع تفعيل آلية الزناد للعقوبات الدولية مؤخراً، ما يفرض على الجانب الإسرائيلي تقييم الموقف وقراءة تداعياته العملية والميدانية، خصوصاً مع مخاوف إسرائيل من إعادة بناء إيران قدراتها النووية والصاروخية.
وأكد حجازي أن الجانب الأمريكي يعبر عن خشية متزايدة من توجه إيران نحو خطوات تصعيدية وإغلاق باب التفاوض، وهو ما يحد من قدرة إسرائيل والولايات المتحدة على استخدام أدوات الضغط على طهران.
وأشار إلى أن الرد الحاسم والسريع من قائد الثورة الذي أغلق الباب أمام أي محاولات لإعادة إيران إلى طاولة مفاوضات جديدة، كان الأمريكيون والإسرائيليون يأملون من خلالها في الحصول على تنازلات إضافية من طهران. وبذلك، أسقط خطاب القائد الرواية الإسرائيلية التي تصور إيران كدولة ضعيفة ومهزومة.
وشدد الباحث حجازي على أن المواقف التي عبر عنها قائد الثورة لا تقتصر على المرحلة الراهنة فقط، بل تمثل محطات رئيسية توجه السياسة الإيرانية لمراحل متعددة قادمة.
كما أشار إلى أن الخطاب ركز على عوامل القوة الإيرانية، ومنها التأكيد على حق إيران في رفع مستوى التخصيب النووي، وهي ورقة قوة تستخدمها طهران حتى في حال التفاوض، مما يشير إلى امتلاك إيران أوراق ضغط عديدة.
وقال حجازي إن تصريحات قائد الثورة تصب في تثبيت دعائم الموقف الإيراني القوي في مواجهة محاولات إضعافه، مؤكداً أن هذه المواقف المحورية ستبقى الأساس لأي خطوات إيرانية مستقبلية.
المزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق..