رصاص الاحتلال كاد أن يضع نهاية لحياته، لكن قُدر له أن ينجو وكأنما كُتب له عمر جديد.
على جدار الفصل العنصري الذي يتحول يومياً إلى مسرح للموت والحياة معاً، خلال رحلة البحث عن لقمة العيش في الداخل المحتل، والتي راح ضحيتها منذ بداية العدوان على غزة 40 شهيداً و11ألف أسير.
وقال شاهر سعد الامين العام لنقابات العمال:"للأسف، نتيجة الفقر والبطالة في صفوف العمال وعدم وجود رواتب لهم منذ عامين، يُضطر العمال للتضحية بحياتهم من أجل لقمة العيش. لا يزال لدينا داخل أراضي الـ48 أكثر من أربعين ألف عامل يُعتبرون عمالاً غير منتظمين، ولكن للأسف لا يوجد لهم خيار سوى العمل والذهاب إلى أماكن عملهم. بالتأكيد يتم اعتقالهم، ومن بين هؤلاء الأربعين ألفاً، هناك من اعتُقل عدة مرات.""سألوني ما الذي يجبرك على العمل؟ قلت لهم: المرء يحتاج للعمل مع عائلته، وأي شخص سيقوم بإطعامها حتى لو كان ذلك يعني الموت، لأنه يريد أن يحضر لقمة العيش لأولاده."
من بين هؤلاء العمال كان الشهيد محمد أبو ليل، الذي لم يعد إلى بيته بعد يوم عمل شاق، بعدما استهدفته رصاصات الاحتلال، تاركاً خلفه عائلة تعيش مرارة الفقد.
شاهد أيضا.. مقتل جنديين صهيونيين بصاروخ مضاد للدروع في غزة
تقول أم عادل أبو ليل زوجة الشهيد محمد أبو ليل: "استشهاده لم يكن على البال ولا على الخاطر. ما مضت نصف ساعة على حديثنا معه عندما قال لنا أنه عند صاحب العمل، وأنه سيكون عندنا في البيت خلال نصف ساعة. عندما تحدثنا معه أخيراً، قال لي أن هناك مستوطنين حوله وأنه لا يستطيع الحديث، وسيتصل بنا لاحقاً. كان الأمر كالحلم، لم نكن نتوقع ذلك. قالت الفتاة أغلقت الخط، لم تمض عشر دقائق عندما قال: دعي أمك تحضر الطعام وتجهز، سأكون عندكم خلال نصف ساعة."
يواصل العمال الفلسطينيون السير على هذا الطريق بين مطرقة الفقر وسندان الاحتلال، لتبقى قصصهم وشهاداتهم عنواناً للوجع ودليلاً على صمود يتحدى الجدار والرصاص.
رحلة العمال الفلسطينيين عبر حواجز الاحتلال تتحول إلى مشاهد دم وخطر يومي، ورغم ذلك يواصلون العبور بحثاً عن لقمة عيش غابت بدائلها في الضفة الغربية.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...