العلاقات الايرانية الروسية تدخل مرحلة تاريخية جديدة.. مع بدء سريان معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع بين طهران وموسكو وهو ما اعتبرته وزارة الخارجية الايرانية، انعكاسا لارادة قادة البلدين في تعميق العلاقات في جميع المجالات مؤكدة ارساء المعاهدة لأسس التنسيق والتآزر لضمان المصالح المتبادلة، فضلا عن الجهود المشتركة لحماية السلام والأمن الدوليين ومواجهة التهديدات والتحديات المتزايدة دوليا. في المقابل وصفت الخارجية الروسية هذا الحدث بأنّه منعطفٌ مهمٌ في تاريخ العلاقات بين روسيا وايران معتبرة أنّ دخول المعاهدة حيز التنفيذ، يشكل مرحلة نوعية جديدة في العلاقات الثنائية.
المعاهدة التي وصفها البلدان بنقطة تحوّل في تاريخ علاقاتهما بدأت مفاعيلها مع زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى موسكو مطلع العام الجاري حيث تم التوقيع عليها.. وبالعودة للاتفاقية التي يستمر مفعولها، عشرين عاما، فهي تتكون من سبعة واربعين بندا تغطّي مجالات متعدّدة أهمها تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي من خلال اتخاذ تدابير تعزز نظام التعدد القطبي، ودعم موقف كل منهما بالمنظمات الدولية الى جانب اجراء تدريبات عسكرية مشتركة وتبادل الخبرات الدفاعية مع التعاون الاستخباراتي والأمني. امّا على المستوى الاقتصادي فتوسّع الاتفاقية التعاون التجاري معزّزا بالعملات الوطنية ومكافحة العقوبات الأحادية والتعاون في مجال النقل بالاضافة الى التعاون في قطاعات النفط والغاز والطاقة النووية، ومعالجة تحديات نقل الغاز الروسي إلى إيران عبر أذربيجان.
يأمل البلدان في أن تحقّق هذه الاتفاقية أهداف سياساتهما الخارجية من خلال تعزيز العلاقات القائمة منذ سنوات والتي شهدت خلال تلك الفترة تحولا ملحوظا في حجم التبادل التجاري وتوقيع اتفاقية لتسهيل المعاملات المالية المصرفية ودمج منظومتي مير الروسية وشتاب الإيرانية للمدفوعات.
كما تعاون البلدان بشكل مكثف في مجال الطاقة النووية حيث تولّت موسكو مسؤولية بناء وتجديد الوحدة الأولى من محطة بوشهر النووية ويتشاركان في إنشاء سكك حديد رشت-آستارا شمال إيران ليربط اقسام ممر الشمال الجنوب الدولي بالاضافة الى توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون الدفاعي كانت اخرها مذكّرة تفاهم للتعاون الدفاعي البحري عام الفين وتسعة عشر. واخر الاتفاقيات، اتفاقيةٌ لانشاء روسيا، اربع محطات للطاقة النووية بقيمة خمسة وعشرين مليار دولار، على الأراضي الإيرانية.