على وقع الغارات الاسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والضغوط الرسمية والشعبية المتصاعدة، تدخل مفاوضات شرم الشيخ بين حركة حماس وكيان الاحتلال يومها الثالث، وسط سباق دولي محموم لإنهاء العدوان، وتثبيت صفقة تبادل الأسرى في مشهد يعكس لحظة مفصلية تندرج ضمن ما بات يُعرف بخطة ترامب.
المفاوضات تجري بوساطة مصرية قطرية أميركية تركية، مع مشاركة للمبعوثين الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، ورئيس المخابرات التركية إبراهيم كالن، ما يعكس رغبة واشنطن في انتزاع اتفاق سريع يحقق إنجازاً سياسياً للرئيس ترامب الذي يأمل بالفوز في جائزة نوبل للسلام التي يمنّي نفسه بها.
ترامب أكد بأن الساعات الـ48 المقبلة ستكون حاسمة ما يعكس ضغوطاً أميركية متزايدة لإبرام صفقة شاملة تشمل وقفاً كاملاً لإطلاق النار وتبادلا للأسرى وانسحاباً تدريجياً من غزة.
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب:
"هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة والمفاوضات تمر بمرحلة حاسمة. والضمان الأساسي الذي نقدمه بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب لاحقا هو أننا سنبذل كل جهدنا لضمان التزام الجميع".
من جانبها أكدت حماس أنها دخلت المفاوضات بهدف إنهاء الحرب وضمان انسحاب جيش الاحتلال، مشترطةً ضمانات دولية تحول دون تكرار العدوان الإسرائيلي.
وقال رئيس وفد حماس التفاوضي، خليل الحية:
"نحن نؤكد اليوم استعدادنا بكل مسؤولية وإيجابية للوصول لإنهاء الحرب والانسحاب وتبادل الأسرى. لكننا نريد أن نبحث إجراءات وآليات عمل تنهي الحرب ولا تعيدها، نحن نريد إجراءات وضمانات من الدول الراعية ومن الرئيس ترامب أن تقف الحرب ولا تعود".
ومن مصر التي تقود الوساطة، أكد وزير خارجيتها أن القاهرة تتحرك نحو إنهاء الحرب وأن الضمان الأساسي لنجاح المفاوضات هو التزام ترامب السياسي.
وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي:
"انخراط الجانب الأمريكي وانخراط الرئيس ترامب في فرض هذه الرؤية لو تطلب الأمر هو أمر مهم جدا ويمثل الضمان للتحرك وإنهاء الحرب".
وكانت قد انطلقت في مدينة شرم الشيخ المصرية الاثنين، المحادثات غير المباشرة بين وفدي حماس والكيان الإسرائيلي لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب.
ويرى مراقبون أن واشنطن تسعى عبر هذه الوساطة إلى تحقيق هدف مزدوج يتمثل في وقف الحرب وتحريك مسار التطبيع عبر انضمام دول عربية جديدة إلى اتفاقات سلام مع تل أبيب بعد إقرار الاتفاق.